مريم، او "عبود" كما تسمي نفسها، مقتنعة بانها "ولد" حبس قسرا في جسد فتاة، وهي اذ ذاك، تحلق رأسها وتحف الذقن والشارب لاستنبات شعرهما وتتحدث بنبرة رجولية، والادهى انها تضغط صدرها بمشد لإخفاء معالم الأنوثة.
ولمريم، كما لمثيلاتها "البويات"، بنوتة هي زميلة لها في الصف العاشر، تعشقها ولا تتحرج من مغازلتها علنا، كما انها قامت بوشم اسمها على ذراعها.
هذه البنوتة، كما تقول طالبات المدرسة، تمكنت سريعا من قلب مريم بعدما هجرتها بنوتتها السابقة من اجل "بوية" اخرى بعدما ضاقت بغيرتها المفرطة وقسوتها التي وصلت في احيان كثيرة الى حد الضرب المبرح.
ووفقا لتقاليد عالم البويات، فان مريم لا تستطيع الان التعرض لبنوتتها السابقة لان ذلك سيعني اشعال حرب بين اشرس عصابتي بويات في المدرسة.
تلك احدى صور ما يعرف بظاهرة الجنس الرابع التي باتت تشكل قلقا للمسؤولين في عدد من دول الخليج، فيما بدأ المسؤولون في دول عربية اخرى تلمس بذور الظاهرة الاخذة في النمو لديهم.
فمثلا، يقدر باحثون اكاديميون عدد البويات في المدارس الرسمية وفي صفوف العاملات في وزارة التربية في الكويت بانه بالالاف.
وقد دفع هذا العدد الكبير رئيسة لجنة شؤون المرأة في مجلس الوزراء الكويتي الشيخة لطيفة الفهد الى المطالبة بفصل "البويات" العاملات في وزارة التربية لمنع انتشار هذه الظاهرة بين الطالبات.
وفي البحرين وصلت الاجراءات التي اتخذتها وزارة التربية للتصدي لتفشي هذه الظاهرة حد منع المصافحة الاعتيادية بين الطالبات وما يرافقها من قبلات ترحيبية.
المفضلات