اكتشاف حمير وكلاب مذبوحة يفاقم الجدل حول أزمة أسعار اللحوم في مصر
شر البلية ما يضحك . فقد اثارت رؤوس حمير وكلاب بدون اجسامهم الذعر في الإسكندرية بعد ان عثر أهالي منطقة كينغ ماريوت ببرج العرب على أربعين رأس حمار وكلاب مذبوحة، وتساءل الأهالي: أين ذهبت هذه الحميروالكلاب؟وهل يعرضها الجزارون في محلاتهم الآن؟والسؤال الأهم :هل ستكون أسعار لحوم الحميروالكلاب أرخص من اللحوم العادية والتي ترتفع أسعارها بشكل جنوني؟
وقالت السلطات الصحية في الاسكندرية انها لم تتبلغ بأي حالات تسمم مرتبطة باللحوم خلال اليومين الماضيين.
وحسب العضو في حركة 'مواطنون ضد الغلاء' المهندس جمال السيد فقد اصبح المواطنون بين نارين اولهما لحوم مستوردة يعلم الله وحده مصدرها وسلامتها، وثانيهما لحوم بلدية باهظة الثمن.
وتطالعنا الحكومة بتصريحات بين الحين والآخر عن قرب طرح لحوم اثيوبية وبرازيلية وسودانية في المجمعات الاستهلاكية بأسعار تبدأ من 20 جنيها إلى 25 جنيها ،في الوقت الذي وصل فيه كيلو البتلو (صغير السن) الى60 جنيها وكيلو الكندوز الى 50 جنيها وكيلو الضان الى40 جنيها في الاحياء الشعبية، بينما وصلت الاسعار الى تسعين جنيها في الاحياء الراقية.
وكانت هذه الاخبار السيئة ادت الى غضب المواطنين وقيامهم بحملة لمقاطعة اللحوم منذ اكثر من اسبوعين اشترك فيها العديد من الجمعيات الأهلية والمطاعم التابعة للمنشأت السياحية.
ويؤكد وجدي القرضاني رئيس غرفة المنشآت السياحية أن هناك تفهما لموقف المواطنين المتحضر بمقاطعتهم للحوم بعد ان اصبحت اسعارها غير مقبولة.
ويقول الخبير الاقتصادي حسن هيكل ان ارتفاع أسعار الأعلاف والحبوب يعد سببا رئيسيا في ارتفاع أسعار اللحوم في مصر. ويرى أن احياء مشروع البتلو الذي يمنع ذبح الاناث الصغيرة بوضعه القديم هو أساس حل مشكلة اللحوم في مصر .
وكان رجال دين اقترحوا اصدار فتوى رسمية بمنع ذبح الاناث الا ان الازهر لم يجد حجة شرعية لاصدارها، كما واجه الاقتراح سخرية واسعة بسبب عجز الحكومة عن حل مشاكلها دون فتاوى.
وكما متوقع فقد كان اكتشاف تسرب لحوم الحمير والكلاب الى الاسواق وارتفاع اسعار اللحوم مصدر سخرية واسعة بين المصريين، حيث اعتبر بعضهم ان هذا الخبر يفسر تصاعد انكر الاصوات في الشوارع، بينما صور كاريكاتير مواطنا غلبانا يطلب من الجزار غرامين من اللحم ليلفهما في سيجارة ليدخنها بعد ان اصبح عاجزا عن اكلها. في حين قرر مواطن الامتناع عن النظر الى اللحوم كنوع من التضامن مع حملة المقاطعة، حيث انه كان عاجزا عن شرائها اصلا.
وتقول دكتورة سعاد الديب رئيسة جمعية حماية المستهلك ان المقاطعة حق من حقوق المستهلك خاصة في ظل الارتفاع والفوضى التي يشهدها السوق المصري حاليا.
ونجد أن ردود أفعال المصريين جاءت إيجابية وناجحة حيال تلك المقاطعة الشعبية التي أتت بثمارها، فقد أصبح الجزارون يعانون من ضعف الاقبال الجماهيري على شراء اللحوم وامتناع المواطنين عن تناول اللحمة.
تقول تهاني السعيد(ربة منزل):والله مش هنموت لو ما كلناش لحمة وطالما الجزارين حرامية يبقى مافيش لحمة.
ويقول عادل مهدي(مهندس):المقاطعة هي الحل واللي عاوز يغلي اللحمة يغلي وإحنا مش هناكل لحمة.
ويقول سيد الونش(جزار):والله اللي معهوش مايلزموش وهي دي أسعارنا أحنا هنلاقيها من الناس ولا من الحكومة.
وتؤكد منظمة الأغذية والزراعة العالمية أن الأسواق العالمية لم تشهد أي ارتفاع في اسعار اللحوم العام الماضي .
وتتوقع الحكومة أن يتزايد حجم الاستهلاك عام2011 بنسبة كبيرة بالإضافة إلى العجز المتوقع عند استهداف الخطة التي عجزت الحكومة عن تحقيقها أي أن جملة الفجوة بين الانتاج والاستهلاك ستتجاوز550 ألف طن وهو ما يؤكد الفشل في السياسة الحالية في مجال الانتاج الحيواني بما يتطلب تغييرا جذريا في تلك السياسات.
ويقول خبراء انه من الضروري تشديد الرقابة على اللحوم المستوردة،وحماية حقوق المستهلك من الاستغلال وارتفاع الأسعار، و طرح اللحوم بالمجمعات الاستهلاكية بأسعار مدعمة ،واحياء مشروع البتلو والاهتمام الحكومي به وعدم ذبح صغار البتلو، وتشجيع الاستثمار في مجال اللحوم ووضع الضوابط له حتى لا يُستغل الاستغلال الخاطئ.
ويضيفون انه على بنك التسليف والائتمان الزراعي أن يتدخل بمنح القروض لصغار المستثمرين في مجال تسمين العجول،كما يجب توفير الأمصال بأسعار مناسبة لضمان سلامة الحيوان واتزان أسعار اللحوم للحفاظ على الثروة الحيوانية المصرية.
المفضلات