راكان المجالي يكتب ل عمون : من عّمان الى الكويت وغيرها النواب يحجبون الثقة ولا يمنحونها ..
2011-01-11
راكان المجالي
عكس الاعتقاد السائد عند الكثيرين في بلدنا وفي البلدان التي لديها صيغة حكم نيابية مشابهة فإن مجلس النواب لا يملك أن يمنح الثقة للحكومة، لأن الصلاحية الممنوحة لمجلس النواب أي مجلس نواب هو حجب الثقة عن الحكومة أي حكومة بموجب الدستور الأردني والدساتير المماثلة..
والحكومة أية حكومة تتمتع بالثقة التي يمنحها لها جلالة الملك بمجرد تشكيلها وتفويضه لها صلاحيات السلطة التنفيذية، وتحكم باسمه وفق الدستور لكن كل حكومة تشكل في ظل وجود البرلمان ملزمة بدخول اختبار في مواجهة مجلس النواب للتأكد أن هنالك حجب للثقة أن تثبيت لها، وبهذا المعنى فإن الحكومات تسقط فقط في حالة حجب الثقة عنها بأكثرية نصف عدد الأعضاء الذين يحضرون جلسة اختبار الثقة.
وعلى سبيل المثال فإن الحكومة دستورياً وقانونياً يمكن أن تحصل على الثقة فيما لو صوت لمنح الثقة عدد أقل بكثير من عدد الذين يحجبون الثقة، ولإيضاح ذلك يمكن تصور عقد جلسة لمجلس النواب الأردني يكون عدد الحضور فيها 60 نائباً أي نصف عدد أعضاء المجلس وبذلك يكون النصاب متحققاً، ولو فرضنا أن 10 نواب فقط في جلسة يحضرها 60 نائباً قد منحوا الثقة للحكومة وامتنع 30 نائباً عن التصويت وصوّت 20 لحجب الثقة فإن الحكومة في هذه الحالة تكون قد حصلت على الثقة لأنه لم يحجب عنها الثقة أكثر من نصف الحاضرين وذلك لا يتحقق إلا إذا حجب 31 نائباً الثقة. في الحالة التي أشرنا لها والتي كان عدد العشرين الذين حجبوا ضعف عدد العشرة الذين منحوا..!!
مسألة الأرقام مسألة قد تكون معنوية ولكن المتطلبات الدستورية للثقة تتحقق برقم صغير أو كبير سواءً كان منح الثقة للحكومة أول مرة أو بروز توجه نيابي في أي مرحلة لإعادة طرح الثقة بالحكومة.
ولعل فيما حدث في الكويت الأسبوع الماضي هو مثال على ما قلنا فقد تداعى عدد من النواب من أعضاء مجلس النواب الكويتي لإعادة طرح الثقة بالحكومة ومحاولة اسقاطها تحت عنوان هو: "الامتناع عن التعاون مع الحكومة الكويتية" ونتيجة التصويت اسفرت عن أن 25 نائباً هم نصف عدد أعضاء مجلس النواب البالغ 50 نائباً صوتوا للتعاون مع الحكومة بينما صوت 22 نائباً ضد التعاون أو بما يعني حجب الثقة، ولم يصوت 3 نواب بصيغة الامتناع.
وقد كان صحيحاً ما أشار له رئيس المجلس النيابي الكويتي من أنه لو كانت النتيجة أرحج للمعارضة حيث لو صوت 25 نائباً ضد الحكومة وليس معها وصوت معها ولم يصوت 3 نواب فإن الحكومة لا تسقط ولا تحجب عنها الثقة إلا إذا كان عدد الذين يحجبون هو النصف زائد واحد من عدد الحضور، وأية حكومة تجتاز الاختبار عندما لا تحجب عنها الأكثرية الثقة بغض النظر عن الأرقام التي قد تكون لها أبعاد معنوية كما أشرنا وبما يتصل بذلك سواليف الناس وأحاديث المجالس التي لا تقدم ولا تؤخر..
لقراءة المقال من موقعه الأصلي اضغط هنـــــــا
راكان المجالي
المفضلات