سرقة السيارات تسجل تراجعا : عملية طائشة وتفكيك اربع عصابات
عمان- طارق الحميدي -عاد أحمد من عمله منهكا، يمني النفس باستراحة محارب بعد يوم طويل من العمل، ليستعد ليوم آخر لا يعلم ماذا يخفيه من متاعب الحياة.
وبعد ليل طويل استيقظ أحمد البشير الذي يمتهن الأعمال الحرة ليبدأ في تمام الساعة الثامنة يوما جديدا بمغادرة المنزل، إلا أن مفاجأته كانت كبيرة عندما خرج متجها نحو سيارته التي أوقفها أمام منزله في ابو نصير عندما لم يجدها مكانها.
وقال البشير (29 عاما) أنه ومن هول المفاجأة بدأ يبحث عنها في الجوار وكأنها ستسير لوحدها كرد فعل فوري على عدم وجودها في مكانها الذي أوقفها فيه مساء قبل أن يوقن أن سيارته تعرضت للسرقة.
وقام بعدها بالتوجه إلى مركز أمن أبو نصير للتبليغ عن حادثة السرقة ولتبدأ كوادر البحث الجنائي بأخذ التفاصيل عن الحادثة وتباشر إجراءات البحث عنها من خلال التعميم عن السيارة على كافة الوحدات والأقسام الأمنية.
وبين البشير أن قلقه قد زال حين رآى الجدية والمهنية التي تعامل بها أفراد ومرتبات الأمن العام والبحث الجنائي في مركز أمن أبو نصير مضيفا أنه تم العثور على سيارته المسروقة خلال أقل من يومين دون أن يكون سرق أي شئ من محتوياتها الداخلية وأن مرتبات الأمن العام ما تزال تبحث عن السارق.
وبحسب إحصائيات الأمن العام فإن سرقة السيارات شهدت تراجعا ملحوظا خلال العام الحالي عن الذي قبله وأن نسبة جريمة سرقة السيارات في تراجع بشكل عام.
وتبين الإحصائية المقارنة لأرقام الجريمة للأعوام من 2007م ولغاية عام 2009م في الشهور الثمانية الأولى التي قامت بها مديرية الأمن العام أن عدد السيارات المسروقة بلغ 2154 في حين بلغ عدد السيارات المسروقة في العام الماضي 2040 وهو ما يبين أن عدد السيارات المسروقة تناقص 114 جريمة سرقة.
وبلغ عدد السيارات المسروقة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر آب (1819) سيارة في حين سجلت قضايا سرقة السيارات تراجعا في عن نفس الفترة من العام الماضي بـ(241) قضية.
وتتعرض عدد من السيارت إلى السرقة وخاصة في ساعات الليل إلا أن إحصائيات الامن العام تؤكد أن الهدف من أغلب السرقات هو قيادة السيارة دون أن تكون وراء هذه السرقات عصابات منظمة تهدف لبيعها.
وقال الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام الرائد محمد الخطيب أن كوادر البحث الجنائي في المديرية نجحت في تخفيض أعداد سرقة السيارات بسبب تفكيك العصابات أو المجموعات التي كانت تقوم بسرقة السيارت وتفكيكها وبيعها وهو ما جعل القضايا تتراجع وتصبح أكثر فردية.
وقدر الخطيب عدد هذه المجموعات والعصابات التي تم تفكيكها من قبل كوادر مديرية الأمن العام خلال العام الحالي بـ(4) عصابات تم إيداعهم السجن.
وأشار أن معظم سرقات السيارت الآن هي من شباب يسرقونها من أجل التباهي أو قيادتها لحين نفاذ الوقود الذي فيها وبالتالي هي ليست عملية منظمة بقدر ما هي أعمال طائشة.
وأشار الخطيب أن عدد جرائم سرقة السيارات للعام الحالي بلغت(1819) قضية تم اكتشاف (1448)بينما بقي ما يقارب(371) قضية مقيده ضد مجهول أي أن نسبة اكتشاف جرائم سرقة السيارات وصلت إلى (80%) وهو ما يؤكد الخطيب أنها من النسب المرتفعة على مستوى المنطقة بسبب الحرفية العالية التي يتمتع بها كوادر البحث الجنائي والأمن العام في التعامل بجدية مع هذه القضايا.
وقال رائد اللحام الذي تعرضت سيارته إلى السرقة قبل (6) شهور أنه كان مصدوما وقتها خاصة أن سيارته غالية الثمن كما أنه لم يمض أسبوع على شرائه لها، إلا أن كوادر الأمن العام قامت بتطمينه عند دخوله إلى المركز الأمني للتبليغ عن الحادثة.
وبين اللحام أن قائد مفرزة البحث الجنائي وعده بعد أن رآى الصدمة على وجهه بإعادة سيارته سليمة وهو فعلا ما حصل حيث قال أنهم قاموا بالاتصال به بعد ما يقارب (10) ساعات ليخبروه أنهم وجدوا سيارته وهي بحالة ممتازة وباستطاعته أن يتسلمها من المركز الأمني.
المفضلات