نتذكر الموتى في الوقت الذي نسي فيه الكثيرون الأحياء في غزة
الملكة رانيا : «الاونروا» ليست خيارا لـ «6ر4» مليون لاجىء فلسطيني بل اداة بقاء
شاركت جلالة الملكة رانيا العبدالله كضيف شرف في جلسة خاصة بذكرى مرور 60 عاماً على تأسيس منظمة الأمم المتحدة لرعاية وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كما شاركت في إزاحة الستار عن لوحة الاحتفال بالذكرى السنوية للأونروا والواجهة الخارجية لمبنى الجمعية العامة للامم المتحدة والتي تحمل شعار "السلام يبدأ هنا".
وعبرت جلالتها في كلمة لها عن واقع حال اللاجئين فقالت "اللاجئ حياته مستقطعة ...مجتزأة ..ساعات تُهدر على نقاط التفتيش ...أيام عمل تضيع ...ودخل قد يأتي يوماً وينقطع أياماً .
قلق دائم: هل ستأكل عائلتهم؟ هل سيكفيهم الطعام؟ تريد أن يذهب أبناؤك إلى المدرسة ..ومحبَط أنت للنقص في المعلمين والكتب المدرسية وأبناؤك بحاجة لغطاء يقيهم برد الليل تنتحب لرؤية جدك يعاني من شدة الألم ، السرطان يلتهم جسده معاناته يمكن أن تنتهي ، لو حصل فقط على إذن سفر للوصول إلى المستشفى.
نعم ، الواقع بالنسبة للاجئين الفلسطينيين مؤلم وبطيء".
واضافت "تمنيت لو لم أشهد هذا اليوم ، لو لم يكن هناك داع للأونروا ... ألا تكون هناك ذكرى سنوية ...وتمنيت لو لم يكن هناك 4,6 مليون لاجىء فلسطيني بحاجة للمساعدات الإنسانية ولكن ، أنتم ، وأنا ، نعلم أن الواقع لا يُبنى على التمني".
وتحدثت جلالتها عما قدمته "الأونروا" منذ تأسيسها قبل 60 عاماً قائلة "لستين عاماً ، خففت الأونروا من ذلك الألم ليس بتقديم المأوى فقط بل الملاذ ، ليس الطعام فقط بل التغذية ، ليس الرعاية الصحية فقط بل التعاطف وليس فقط الاحتياجات العاجلة ، ولكن الأدوات للتمكين طويل الأمد: وعلى رأسها ، التعليم".
وأضافت "استثمرت الأونروا الملايين لضمان التحاق الأطفال بمدارس نوعية ، ببناء صفوف جديدة ، بتدريب المعلمين ، وإثراء المناهج لكن المدارس في فلسطين ليست للتعليم فقط ، فالمدارس تقدم خدمة نفسية أساسية للأطفال الذين حطمت الصدمات المتعاقبة ومشاهد الموت والصراع طفولتهم ، بالنسبة لهم المدرسة تصبح الروتين الذي يحتاجونه كلمة مشجعة من معلم ، مساحة لتوسيع المدارك ، وقت للهو واللعب.
الأونروا تذكر الشعب الفلسطيني بأنهم ليسوا وحدهم ، بأنه وفي أشد الساعات عتمة ، تقف وكالة مساعدة دولية إلى جانبهم".
وقالت جلالتها "نتذكر الموتى في الوقت الذي نسي فيه الكثيرون الأحياء في غزة: أكثر من 3500 منزل لم يُعد بناؤها بعد 53و الف منزل تهدم واربعة الاف ملجأ يتهاوى وعدد لا يحصى من المصانع دُمرت والبنى التحتية مشروخة وحوالي 300 مدرسة وروضة أطفال مُعطَلة والمياه والكهرباء متقطعة وشخص بين كل اثنين بلا وظيفة و7 من بين 10 أشخاص يعيشون تحت خط الفقر والصادرات الزراعية شبه متوقفة و 1,5 مليون شخص محاصرون وأطفال ينتظرون أطرافاً اصطناعية ورضعّ دون أجهزة تنفس لحاضناتهم ."
وعبرت جلالتها عن حزنها لعدم الالتزام بالتعهدات التي قدمها العالم قائلة "في كانون الثاني ، سجلت رسالة ليوتيوب عن الأونروا ، تصف الوضع في غزة بأنه "جهنم على الأرض" لم أتخيل أبداً ، أن الوضع سيظل بعد ثمانية أشهر وتعهدات بحوالي 4,7 مليار دولار ، جهنماً على الأرض.
ولكنها الحقيقة المخزية.
لم يصل غزة فلس واحد من المليارات التي تم التعهد بها.
حظر دخول مواد البناء يعني أن إعادة الإعمار لم يبدأ حتى اللحظة".
وأضافت "اليوم ، في العالم العربي ، نحتفل بعيد الفطر ...وقت للاحتفال ، تلتقي به العائلات على مائدة الطعام ويقدم الآباء والأمهات الهدايا لأبنائهم.
اليوم ...في غزة ، ليس هناك مدعاة للاحتفال.
لا يوجد مال للحم أو هدايا.
واليوم أيضاً ، تتأرجح الوكالة - التي تمثل حبل نجاة للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان - مرة أخرى على حافة الانهيار".
المفضلات