الثالثة صباحا ...
أطلقت نداء استغاثة .. وهتفت بصوت مبحوح اثقل الألم موجاته وأوشك ان يأدها
كفى ... أرجوكم .. كفى
فارتجت الارض تحتي واحدودبت السماء فوقي وعلا صوت صرير الريح
انهم قادمون ....
شخص يكسوه السواد وآخر يكسوه البياض ...
رباااااااااه أهو الموت ؟؟؟
ناديته كثيرا لكني كنت اظنه اصم ..كنت حينها غاضبا حزينا يائسا كنت وكنت وكنت ....
لا لا ليس الموت
بل هو الموت ..جاؤوا ليأخذوني بلا شك
لكن ...لماذا الأبيض والأسود ؟
ليس الموت ..انا متأكد
أهم ملائكة العذاب ام ملائكة الرحمة ؟؟؟
هو ملك واحد للموت ..لماذا الان اثنان ؟
لا ليس الموت ..
من انتم ؟ .... ناديت وشهقت انفاسي
من انتم ؟ .... اقتربوا ... من تكونون ؟؟
بدأوا بالاقتراب وأنا بدأت بالتشهد والدعاء
اغمضت عيني وسلمت امري ...فاذا بيد ناعمة دافئة تمسح على وجهي لتكشف رداء الخوف عني وتبعث في نفسي كل الراحة والسكينة ..
شعرت بالقوة ففتحت عيني ونطرت الى يميني .. فاذا برجل يغار منه الجمال .. وتحسده الاناقة .. يقف والابتسامة تعلو محياه ..
همس في أذني وقال : مرحبا يا صديقي ..أنا الفرح .. لا تقلق ..ما زلت حيا
وبينما أنا احتفل مع نفسي بعثورنا على ضالتنا ( الفرح ) وأتمتم شاكرا حامدا ربي ..
شعرت بأن جبل وضع على كتفي الايسر فنطرت واذا بوحش اسود بل شيطان اسود يرمقني بعينيه الحمراوتين.. ياااااه ما أقبح منظره ...
نظرت اليه فوجدته يستعد للحوار والبدء في الكلام .. فسبقته وصحت بكل ما بعث في الفرح من قوة . أنت الحزن اليس كذلك ؟؟؟
أجاب بصوت خافت ...نعم أنا حزنك أنت .. رفيق دربك .. ونيس لياليك .. الا تعرفني ؟
قلت ـ أنت !!!!
قال : نعم . أنا
ثم اجهش في البكاء
جلست في استغراب أترقب ما سيحدث
وفجأة امسك الفرح يدي وقال : هيا فلتودعه .. ستفترقان اليوم الى الأبد
حسبته يهزأ بي فغضبت وقلت له : ومنذ متى ونحن نتحكم في مصيرنا وفي فرحنا وحزننا .. اتظن الامور بهذه البساطة ؟
فابتسم وسألني : ألست مؤمنا ؟ قلت : بلى
فقال : اذن . لا تنسى بعد اليوم ( الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
المفضلات