العازف المجهول
جلس على كرسي الدهشة أمامي ..
يعزف الجيتاروعلى عظامي ..
يسحبني..
يرفعني ..
ويجعل من الطاولة مكانا .. ترتاح به ايامي!
بسمته مثقلة بندى الياسمين ..
فلا أحد بعده يثير اهتمامي
جاء من وراء الزمن دون اسئلة
وها هو يتربص بشعري الطويل ويجمل قوامي..
نظراته رحلة..
تعبرني ..
تسكنني ..
وتقتلعني من كرسي..
فأرحل .. وأسرح في جنوني وأحلامي..!
بعيدا عن صالة عزفه المجنون أقف..
فأختبئ وراء المرآة .. أسرح عمقي..
وأزين عمر أقتحامي !
ها هو لم يزل ينفعل
وينادي باسمي دون ان يعرف ماهو اسمي..
وكيف هي ورودي وتربة حناني!!
ها هو لم يزل يذوب في الجيتار..
رغم غيابي .. وتلاشي سلامي ..
بجنون ٍ يستدرجني.. فأعود كي اراقبه ينظر الي..
ويبتز من الصمت آهات كلامي !
يا أنت.. لا إسمك اعرفه ..
ولا عمرك الذي مضى يحرك أقلامي ..
مايهمني عمر يديك..
واسم لحنك .. وشعرك الذي أضناني..
أيها الجالس على حافة السقوط ..
أظنك سقطت أخيرا في علبة سهامي..
فجمالك العربي أضاء القمر ..
وغير طعم السماء .. وشردت في فضاء عينيك لثواني
أيها الجالس على ارجوحة من لحن..
دع اوتارك ترسم على كبدي..
الحانا تُبكي .. وتربك الاغاني..
إحن رأسك كي نصفق لك بعنف ..
ونزين رأسك بتاج من الاقحوان ِ..
لو أ ُقبلُ أصابعك ..
لو أجهش بالبكاء فوقها ..
لتمردت على يديك أحزاني
كفاك عزفا ً
كفاك انفعالا ً
كفاك جنونا ً
يستبقى خدوشا ً على ملامحي ..
ويثقب غشاء حرماني ..
إنتهت حفلتك فيي..
فها أنت تلقي الوداع بإبتسامة وبقعة دخان ِ ..
تعيد الجيتار لبيته الجلدي ..
وتغلق الستارة على هذياني..
ويقف الزمن ..
يتمرد..
يجبرك أن ترحل..
دون اسم .. دون رقصة ألم برفقتي..
ودون عنواني..
فاليك خربشة مني..
تعيد ترتيب عطرك الذي ما وصلني ..
وعينيك اللواتي شردتا مني..
وقتلتا ريحاني ..
وإليك أيها المجهول العازف ..
وردةً .. حِكتُها بحروفٍ.. وصنعت منها تمثالاً من البيلسان..
كليــوبترا
2006
:
:
عاشقة بدرجة امتياز
المفضلات