لغز التمثال
لغز التمثال الذي يشيد حصنا لقلعته
لا أحدا يخشى التمثال لأنه جامد من عائلة الجماد التي أكل عليها الدهر و شرب لكن لماذا يصمد التمثال في مكانه دون حراك و لماذا لا يغير ملامحه أم انه غير قادر على تغيير ملامحه لأنه اعتاد على مظهره منذ عصور أم انه سعيد بملامحه و صلابته على مر العصور؟
أو انه مشغول بشيء ما جعله لا يهتم لمظهره؟
بالمقابل نجد المترددون على مشاهدة التمثال يغيرون ملامحهم و هم يشاهدون التمثال فمنهم متلبد المظهر كسحب غائمة تنوي البكاء لكن تخشى أن تمطر فينتفع نبات الأرض من دموعها المالحة و التي لا شك فهي ستقضي عليها.و بما أن التمثال ساكن لا يحركه ريح و لم يقصفه رعد و لم يشرخه برق ولا صواعق و لم ينخر أسفله النمل . تزداد بعض الوجوه تلبدا و حزنا و تعتريها الأشجان فيذهب بريقها فتصير شاحبة فتذهب ملامحها الأصيلة و تهاجر فتبقى وجوها بلا ملامح لا يمكن قراءة تقاسيم وجهها من شدة الظلام الذي يكتسبها و هالة السكون التي تحيط بها.حينها فقط تصبح مهمة استرجاع الملامح قاسية لأنه لا يمكن استردادها ووضعها في مكانها المناسب فتتبعثر مشاعر القارئ لهذه الملامح و يضطرب .لان بعض الملامح قد يصيبها مس من جني أو شيطان
فيغير من طبيعتها التي خلقت من اجلها لان اختلاط الطين بالماء ليس مثل اختلاط الطين بالنار لأنه يتشقق فتظهر علامات الشيخوخة المبكرة على مختلف الوجوه و ينطفئ بريق روحها و هي فى عز الشباب فلا تشعر بجمال أي شيء بما في ذلك الجمال الداخلي الذي عجزت عن اكتشافه و ملامسته
فيتساءل الجميع لماذا هذا التمثال ساكن و رائع و سارح و كأنه في غيبوبة دائمة؟
و الجواب بكل بساطة فهذا التمثال بلا روح فروحه تشيد قلعة بلا باب يوصد.
بلا عمد و حصن بلا أسوار .
فهو حصن وهمي من خيال لذلك لن يتخطاه احد و لا يدركه احد و هو غشاوة تنسدل لتخفي جمال التمثال الراسخ بلا عمد.في حين يعجز العامة عن إدراك هذا اللغز و كما يقال العجز عن الإدراك إدراك—فحين تنشغل الروح عن الجسد يزداد جمال الروح و الجسد فتغذي الروح الجسد
حينها فقط يدرك أصحاب البصيرة و الفراسة و النور الرباني بان فك لغز التمثال هو جمال الروح و الجسد و أن حصنه الوهمي هو قلعة لا يمتلكها أحد.
للأمانه منقوووووووووووووووول
المفضلات