[IMG]http://up106.***********/s/8tp4twmozn.gif[/IMG]
غـــــــــــــــــــــــــــــض البصــــــــــــــــــــــــــــــــــر
**************************************** *******************
الفوائد العشرة ... لمن غض بصره
1﴾ امتثال لأمرالله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثاله لأوامر ربه تبارك وتعالى ، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثا له لأوامره ، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره .
2﴾ يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه .
3﴾ أنه يورث القلب أنسا بالله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ، ويبعده من الله ، وليس على العبد شيءأضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .
4﴾ يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
5﴾ أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة، ولهذا ذكر الله آية النور عقيب الأمر بغض البصر ، فقال : ﴿(( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ﴾ ))، ثم قال اثر ذلك : ﴿(( الله نور السموات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ﴾ ))، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل لأوامره واجتنب نواهيه ، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ، فما من بدعة وضلالة واتباع هوى ، واجتناب هدى ، وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .
6﴾ أنه يورث الفراسةالصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل ، والصدق والكذب ، وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة ؛ وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة .
7﴾ أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقور ، كمافي الأثر : " الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله " ، وضد هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ، وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه ،كما قال الحسن : " إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين ، فإن ذل المعصية لا يفارق رقابهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه " ، وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته ، فقال تعالى : ﴿(( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ))﴾ ، وقال تعالى : ﴿ ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ))﴾ ، والإيمان قول وعمل ، ظاهر وباطن ، وقال تعالى : ﴿ ((من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه))﴾ ، أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح ، وفي دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولايعز من عاديت " ، ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه، وله من العز حسب طاعته ، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه ، وعليه من الذل بحسب معصيته .
8﴾ أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور عليه ويزينها ، ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ،وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ، فهو وسطها كالشاة في وسط التنور ، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة : أن جعللهم في البرزخ تنوراُ من نار ، وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم ، أراها الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- في المنام في الحديث المتفق على صحته .
9﴾ أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه ، قال تعالى : ﴿ ((ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ))﴾ ، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه .
10﴾ أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر ، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذافسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيهأضداد ذلك .
المرجع :الجواب الكافي
للإمام : ابن القيِّم بن الجوزيه
[IMG]http://up106.***********/s/l0shaoro8l.gif[/IMG]
[IMG]http://up106.***********/s/09yxptijln.gif[/IMG]
المفضلات