صـعـد على أكـتـافي مراهــق **
--------------------------------------------------------------------------------
]بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام علـيـكم ورحمة الله وبركاته ..
صـعد على أكـتافي مراهق.. قد أعجز عن حمله .. ولكـن هنـا سـأطرح مـوضـوعي .. الذي يتكـلم عن هذه المـرحـلة الحـسـاسة .. ومنهـا سـأخبركم عن هـذا المراهـق وكيف صـعد على أكـتـافي .. وكيف بادرت بحمله بكـل صبر و ثبات..
ومـنهـا أحـاول إعطائكـم بعض المعلومات التي تجـعلـك ذا أكتاف قادرة على حمـل ألف مراهق ..
أعزائي ..
أعتذر إليكـم عن هـذا التصوير البـسـيط ( صعد على أكتافي مراهق ) لكـن أريد توضيح هـذا التـصوير قبل أن أزدلف الى مضمون موضوعي..
الـصـعود على الأكتاف .. أو بعبـارة أوضح ( صعود أحد الأشخاص على أكتافك ) يعني : أنه يبـرز نفـسـه عـلى حسابك .. أو يـأتي بالنقيض من كلامك لا لغاية سوى إظهار نفسه وتسليط الاضواء عليه ..وهؤلاء يسمون ( الصـاعدون على الأكتاف )
وهذا موضوع أخر .. لكن تطرقت لشرح مبسط له حتى تتضح لكم الصورة التي رسمتها في عنوان الموضوع..
أعزائـي موضوعي خاص بالحالة النفسية للمراهق فقـط ..
كل منا قد مر بمرحلة المراهقة..لكن في حينها لم يكن يدري عن نفسه .. وما يحصل له .. ولكن قد يفقه هذا مؤخرا ..
وكل منا قد مر في حياته مراهق .. قد يكون أخ .. أخت .. أبنـاء .. بنـات .. لكن قد لانفقه أسلوب التعامل مع هذه الفئة التي تمر بمرحلة نفسية حساسة جدا..
وقد يجهل الكثيرون فقه التعامل مع المراهق مما قد يؤثر فيه .. ويؤثر سلبا على تصرفاته .. ويأخذ نظرة سلبية عن أسرته .. و الديه .. أخوته .. وهذه النظرة يطلقون عليها : ( أنا مـا أحد يحبني ) .. وكلمات أخرى يطلقونها ..
هنا سنعرف ما يدور في بال المراهق وما يفكر به وما يعاني منه حتى نعرف كيف نتعامل معه بحكمة وبإيجابية:
الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من وجود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة أوالأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته.. وصراعات أخرى كثيرة يصعب حصرها ..
الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة من سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه .
السلوك المزعج: والذي تسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.
العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
هـذا أبرز ما دلت الدراسات النفسية على توارده من قبل هذا الشخص خلال هذه المرحلة..
هـنا كيف نتعامل معـه ؟؟
قد تصادف من المراهق تصرفات لا تعجبك..أو قد يصعد على أكتافك فينتقد أعمالك وتصرفاتك وأنك تفعل ما هو خاطئ ولايمت للصواب بصله.. هنا إضبط نفسك ولا تحاول أن تدخل معه في جدال عقيم لا طائل منه.. مما يؤثر عليه ويزيد من شدة الصراعات الداخلية في ذاته .. فهو يعلم علم اليقين أنك على حق وأنه على خطأ لكن لا يستطيع أن يبوح بهذا الشيء لأنه يسعى الى إثبات ذاته ..
حاول مع أبنك..ابنتك .. أو اي شخص في منزلك يمر بهذه المرحلةأن تكون قريب دون تسلط ملحوظ ..ولا تحاول توبيخه أو إلحاق بعض النقائص به وبتصرفاته..حاول أن تعامله بما هو أهل له .. بالرفق واللين .. وتحمل كل ما يصدر منه من عدم رضا بك أو قبول منه لك..أيضا إياك أن تقارنه بغيره ممن هم بسنة..
كن معه لينا ودعه يصعد على أكتافك وأنت مبتسم .. وأكثر من الثناء عليه وإثبات كفاءته وقدرته على تحمل بعض ما أوكل اليه .. حاول ان تتفهمه وتتفهم وضعه .. وحاول أن تفتح معه باب الحوار الهادف الذي يجيب على كثير من أسئلته ويخفف من صراعاته..
المفضلات