خلال لقائه مؤخرا مع عدد من الصحفيين الاردنيين في مقر حزب الشعب الديمقراطي الاردني "حشد"
حواتمة: اسرائيل قدمت لعباس خريطة حدودية جديدة قضمت فيها 12% من اراضي الضفة الغربية
الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة
كشف الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة النقاب عن قيام الحكومة الإسرائيلية برسم خارطة حدودية جديدة قدمتها الأسبوع الماضي تبين استيلاء إسرائيل على 12% من مساحة الضفة الغربية في حين تبقى السيادة الأمنية على حدود غور الأردن بيد الإسرائيليين لفترة غير محددة وبعمق يتراوح بين نحو 15 إلى 20 كم.
وقال حواتمة خلال لقاء جرى مؤخرا مع عدد من الصحفيين الأردنيين في مقر حزب الشعب الديمقراطي الأردني "حشد" إن هذه المساحة المقترحة من الإسرائيليين تبين أنه لا نية لدى الإسرائيليين للموافقة على قيام دولة فلسطينية، مشيرا إلى أن أراضي السلطة الفلسطينية ستكون جزرا محاصرة اقتصاديا وأمنيا ومحكوم عليها بالتهميش، ليجد الشعب نفسه أمام احتمالات التهجير الطوعي والقسري إلى الأردن وسيناء مصر.
وأضاف حواتمة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أطلعه على الخارطة خلال اجتماعه الأخير الذي ضم حواتمة وعباس ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون.
وحذر حواتمة من الوضع الراهن في المنطقة. وقال: "إننا نقف في المربع الخطر"، وقال إن الصراعات الفلسطينية والإسرائيلية في حالة استعصاء من جهة ومن جهة أخرى تشهد المنطقة ذات الصراع العربي الإسرائيلي المتمثل في وجود الاحتلال الإسرائيلي في جولان سوريا والصراع الإسرائيلي اللبناني المتمثل في احتلال إسرائيل أراضي مزارع شبعا.
وأوضح حواتمة أن المنطقة أمام سيناريوهين: الأول تتمكن فيه من تجاوز المربع الخطر، أما السيناريو الثاني فهو الذي سيجر المنطقة إلى ويلات ومزيد من الانقسامات العربية العربية والحروب الأهلية الداخلية.
ويرى حواتمة أن شرط تجاوز المربع الخطر هو تجاوز حالة الانقسام التي تشهدها المنطقة، موضحا أن تجربة جميع الثورات التي قامت تؤكد على أن شرط النصر هو تجاوز هذه الانقسامات والوصول إلى الوحدة الوطنية.
وأشار إلى انه إذا تمكن الفلسطينيون من الوصول إلى اللحمة الوطنية بعيدا عن الاتفاقيات الاحتكارية القائمة على احتكار أحادي الجانب والاستغناء عن حق الشعب الفلسطيني بتحديد مصيره سيكون باستطاعة الفلسطينيين التقدم بخطوة ايجابية.
وفي شرحه للسيناريو الثاني قال حواتمة انه يشير إلى مزيد من التدهور والصراعات العربية العربية والعربية الإسرائيلية، والقبول بتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وإعادة اللاجئين.
وفي قضية اللاجئين الفلسطينيين نفى حواتمة أن تكون إسرائيل وافقت على عودة 100 ألف لاجئ فلسطيني خلال عشر سنوات بمعدل عشرة آلاف لاجئ كل عام.
وقال إن الحل الذي اقترحته إسرائيل خلال المفاوضات السابقة هو عدم عودة اللاجئين بل ما يسمى بـ "لم شمل" في مكان السكن ولم تحدد مكان العودة في محاولة منها لاقتراح مشروع توطين اللاجئين في أماكن سكنهم وهجرتهم.
وحول إدارة بوش قال حواتمة إن وعود بوش ذهبت في مهب الريح ففي عام 2003 قدم بوش "خارطة الطريق الرباعية" للوصول إلى تسوية شاملة في سقف حزيران 2005 وبعدها تبعها في وعوده بأنابوليس بأن يتم التوصل إلى اتفاق في عام 2008 على أن تنفذ الخطوة الأولى من خارطة الطريق في عام 2008 إلا أن وعوده كانت دائما على رمال متحركة، مشيرا إلى أن خطابه الأخير في الكنيست الإسرائيلي أفصح عن أن دولة إسرائيل دولة يهودية وأن على الفلسطينيين تقديم مزيد من التنازلات مستهينا بجميع قرارات الشرعية الدولية ومعتبرا في ذات الوقت قيام الدولة الفلسطينية حلما وان على الفلسطينيين أن يحلموا بإقامة دولة متمنيا عمرا مديدا للدولة الإسرائيلية تستمر 120 عاما.
وعن آخر ما توصلت إليه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قال حواتمة إن جميع المفاوضات الجارية هي مفاوضات ليست مكتوبة أو موثقة وبين أن المفاوضات بحجمها الأكبر تصب في القضايا الأمنية وليست على أعمدة الصراع المتمثلة بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف حواتمة أن أولمرت طلب من أبو مازن أن تبقى القدس موحدة مع وجود ممر آمن لوصول الفلسطينيين والسياح إلى المقدسات وأماكن العبادة، مع بقاء المستوطنات الكبرى الموجودة في نابلس ورام الله، وبقاء معبر رفح ممرا كما جاء في اتفاق 2005 الذي يقول إن الممر بيد مصر والسلطة وبوجود أمريكي.
وفيما يتعلق بالانقسام الفلسطيني الداخلي أكد حواتمة أن الحل بالعودة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني الذي عقد في القاهرة وتراجعت عنه حركتا فتح وحماس في محاولة منهما على حد تعبيره للحصول على حصة احتكارية جديدة في السلطة.
وقال إن هذه الخطوة أعادت القضية الفلسطينية إلى الوراء وأدت إلى جولة أخرى من الاقتتال الداخلي ثم العودة إلى طاولة الحوار الوطني ولكن هذه المرة بين فتح وحماس في اتفاق مكة المكرمة الذي ضربت بنوده بعرض الحائط وعادت الصراعات الداخلية إلى التنامي من جديد.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان - زينة حمدان 20.5.2008
المفضلات