تيتانيك
في البداية .. تحياتي لصاحب الموضوع الاصلى
جميعنا نعلم أن الجميع القصص تسير إحداثها من البداية إلى النهاية...
لكن
قصتنا تختلف
كيف كانت البداية
استرخى بمقعدك واربط حزام الأمان فــ سنعود بالزمن والمكان قليلا.... وتحديداً في عام 1898
المكان ألان ... مؤسسه ( راند )
تلك المؤسسة التي تعتبر من ارفع مؤسسات الأبحاث العلمية والعسكرية في الولايات المتحدة الامريكيه وغالباً ما تعهد إليها الحكومة الامريكيه ببعض الأبحاث والدراسات الشديدة السرية والخطورة .. مما فرض على المؤسسة نمطاً خاصاً وجدية يستحيل الحياد عنها وأيضا التزام لا يتطرق إليه الشك...
هذه هي مؤسسه راند
ولكن ماذا عنها
رئيس تلك المؤسسة رفع حاجبيه في دهشة لم تلبث إن تحولت إلى ذهول حينما قدم إليه مساعده تقرير عما يسمى بــ أدب الكوارث
والواقع إن التقرير لم يكن يحتوى تقارير عسكريه أو سريه خطيرة...
ولكن كان يحوى فقط عدة صفحات من رواية قديمه وتقرير بحري واحد
إما الرواية فــ كانت للروائي المبدع ( مورجان روبرتس ) وتحمل اسم ( فيوتيليتى )
ورواية فيوتليتى هذه تتحدث عن سفينة عملاقه ابتكرها خيال مورجان في عام 1898 وتصور إن وزن هذه السفينة العملاقة لم يكن لمثلها وجود في عصره ، يبلغ سبعين إلف طن وأن طولها يصل إلى مأتيين وأربعين متر ولها محرك قوى مزود بــ ثلاث مراوح قوية
وكان هذا التصور في نهاية القرن الـتاسع عشر يكفى لــ رفع اسم مورجان إلى مصاف أعظم الكتاب في مجال الخيال .. حيث لم يكن من السهل على العقول تصور وجود مثل هذه السفينة في مثل هذا الوقت
في تلك الرواية .. منح مورجان سفينته العملاقة اسم ( تيتان ) وجعلها تحمل ثلاث ألاف مسافر وتنطلق أولى رحلاتها في احتفال هائل لــ تشق طريقها في المحيط في أوائل شهر ابريل
ولان قصته كانت تتحدث عن كارثة .. فــ قد جعل مورجان سفينته العملاقة تتعرض لضباب شديد في رحلتها الاولى ثم ترتطم بجبل جليدي و ....تغرق ..
وعندما طرحت رواية مورجان في الأسواق استقبلتها الناس بالدهشة والإعجاب ... فقد بهرتهم فكرة وجود سفينة عملاقه بهذا الحجم ... وأثارهم إن يفشل جبل عائم مثلها في هزيمة كتله جليديه واحدة .
ولكن الرواية لم تستمر طويلاً
لقد فازت الرواية بالانتشار الكافي لفترة محدودة ثم لم تلبث إن تراجعت في سباق النشر وأفسحت الطريق لروايات أكثر إثارة طوال أربعه عشر عاماً..
وهنا يأتي دور التقرير البحري ..
أن التقرير يتحدث عن سفينة عملاقه أخرى ، ولكن هذه المرة سفينة حقيقية ، احتلت اخبارها صفحات الصحف الأولى طويلاً منذ انتهى بنائها وحتى نهاية قصتها
ومن العجيب أن السفينة العملاقة الحقيقية التي بدأت رحلتها في عام 1912 م.. اى بعد أربعه عشر عام من نشر رواية مورجان ... كانت تزن أيضا ما يقرب من السبعين إلف طن..
وبالتحديد كان وزنها ستة وستين إلف طن..
والعجيب أيضا إن طولها كان يبلغ مأتيين وثمانية وأربعين متراً..
وكان محركها يتكون أيضاً من ثلاث مراوح قوية ..
ومن العجيب إن احد لم ينتبه إلى التشابه الشديد بين هذه السفينة وبين سفينة رواية مورجان ..
بل إن السفينة قد حملت اسم تيتانيك ... مضيفة حرف الكاف فقط إلى اسم السفينة مورجان ..
ربما يرجع تراجع رواية فيوتليتى وانحسار الضوء عنها سبب عدم الالتفات إلى التشابه الشديد بينها وبين قصه تيتانيك ..
أو هو القدر ..
المهم إن تيتانيك أيضا قد انطلقت في أولى رحلاتها في احتفال كبير في أوائل ابريل ، وعلى متنها ثلاث ألاف مسافر ... اهى صدفة حقاً ؟
لا تتخذ قرارك ألان بل دعنا نتابع التشابه المدهش بين السفينتين
أولا
لقد انطلقت تيتانيك في رحلتها والثقة تملأ قلوب ركابها وقبطانها و بحارتها في انه من المستحيل إن تغرق سفينة عملاقه عظيمه كهذه ..
وهذا ما أعلنته الشركة المالكة لـ تيتانيك
ولكن الضباب أحاط بــ تيتانيك
تماماً مثلما حدث لسفينة مورجان
وعلى الرغم من إن قبطان السفينة غادر كابينة القيادة وتناول طعام العشاء في صالة الركاب وهو يوزع ابتسامته وثقته على الجميع وترك قياده السفينة لضابطه الأول .
فجأة ظهر جبل الجليد الضخم
وأصيب طاقم السفينة بالذعر . عندما برز ذلك العملاق الجليدي إما عيونهم بغتة..
ثم حدث الارتطام
وتماماً مثلما حدث في رواية مورجان ، بدأت تيتانيك تغرق
وكان ذلك في العاشر من ابريل عام 1912 م
وعندما بدأت محاولات النجاة في تيتانيك الغارقة ، كان الجميع يتصرفون كما لو أنهم يتبعون نفس الوصف الذي تضمنته رواية مورجان
حتى النهاية جاءت متطابقة على نحو مذهل
وهذا ما تضمنه التقرير الذي أدهش مدير مؤسسة راند
السؤال ألان
كيف استطاع عقل مورجان روبرتس وصف حادثه مستقبليه بهذه ألدقه ؟
كيف أمكنه التنبؤ بما حدث
هل هذه قدرة خاصة يمتلكها الكاتب وحده
أم أن الوحي الساقط عليه حينئذ... كان زائراً من المستقبل
لا احد يدرى
المفضلات