هذه القصة القصيرة هي للكاتب الدكتور حسن البكور .....
اتمنى أن تنال اعجابكم ......
وتدور رحى الزمن .. فيولد الربيع وتسوق الرياح السحاب الثقال فيسقط المطر
وتلبس الأرض الخضراء من الحلل وترقص الطيور على الشجر وتداعب الورود ومن أكمامها يفوح العطر ........................
يرحل الربيع ويولد الخريف فتغدو السماء عقيماً لا يتوالد منها المطر وتتعرى الأرض من أبهى الحلل وتصمت الطيور فلا نشيد على الشجر وتمسي الورود هشيماً رياح الشرق تذروه مع الرمال حصيداً مندثراً وريم الفلاة ربيع طواه القدر .................
وأضحت خريفاً تساقطت منه عهود وورق أمسى الفؤاد صلداً من الحجارة الصمّاء يخلع ثوب الوداد ويرتدي قميص الفراق والبعد . وبنيان وقصور من رخام الصفاء والنقاء بالمعاول والفؤوس زلزلت زقلاع الايمان بالنكث دكتّ وعانقت التراب فاستحالت رمالاً .
ريم الفلاة استبان الأمر فعصيّ على طبعك انقياد ، والصائد دون الرمال عهداً فكان له وفاء ، واختط من ذاك العهد دماً من الحروف على الصفحة البيضاء من الفراد ، ودموع العيون تشهد حين سالت على الرمال فأحرقت الرمال ............زز
والزهر بجماله يبهر العيون ويكحل الأنوف بعطره الفوّاح ، وغداً مع الخريف يصمت الجمال ويموت عطره الفوّاح والشمس تغيب ويرخي الليل جدائله على العباد
والحسام يخرس فاه بعد جولات وصولات حين إلى غمده يؤوب فتنقطع الأنفاس .
وتغيب الريم في وهاد الفلاة والتلال والآكام وقد أنشب في الجسد مخالب الغدر فكانت فريسة في الأحضان ................
فسقياً للربيع ينعش الآمال وقبحاً للخريف فصلاً يدرع الغدر ويدفن الأمجاد .
المفضلات