قال المتلمس :
كم دُونَ مَيّةَ مِنْ مُسْتَعْمَلٍ قَذِفٍ ... وَمِنْ فَلاَةٍ بِهَا تُسْتَودَعُ العِيسُ
وَمِنْ ذُرَا عَلَمٍ طَامٍ مَنَاهِلُهُ ... كَأنّهُ في حَبَابِ الماءِ مَغْمُوسُ
جَاوَزْتُهُ بِأَمُونٍ ذَاتِ مُعْجَمَةٍ ... تَهْوِي بِكَلْكَلِهَا، والرّأسُ مَعْكُوسُ
يا آلَ بَكْرٍ أَلاَ للَّهِ درّكُمُ، ... طالَ الثـَّواءُ وثوبُ العَجْزِ مَلْبُوسُ
أَغْنَيْتُ شَأني فَأَغْنُوا اليَوْمَ شأنكُمُوا... وشمروا في مِراسِ الحَرْبِ أَوْ كِيسُوا
إنّ عِلاَفَا وَمَنْ بالجوِ مِنْ حَضَنٍ ... لَمّا رَأُوا أَنّهُ دِينٌ خَلاَبِيسُ
شَدّوا الرحالَ على بزلٍ مخيسةٍ ... فالظّلمُ يُنْكِرُهُ القَوْمُ المَكَاييسُ
كُونُوا كَسَامةَ، إذ شُعفٌ مَنَازِلُهُ ... ثُمّ اسْتَمَرّتْ بِهِ البُزلُ القَنَاعِيسُ
حَلَّتْ قُلُوصي بها، واللّيلُ مُطّرِقٌ ... بَعْدَ الهُدُوءِ، فَشَاقَتْها النّواقِيسُ
مَعْقُولَةٌ يَنْظِرُ التّشْرِيقَ رَاكِبُهَا ... كَأَنّها، من هوىً للرّمْلِ، مَسْلُوسُ
وقد أَضَاءَ سُهَيْلٌ بَعْدَمَا هَجَعُوا ... كَأَنّهُ ضَرَمٌ بِالكَفّ مَقْبُوسُ
أنى طَرِبْتِ وَلمْ تُلْحَىْ على طَرَبٍ ... وَدَوّنَ إلفك أَمْراتٌ أَمَالِيسُ
حَنَّتْ إلى النّخْلَةِ القُصْوَى، فقُلْتُ لها ... حِجْرٌ، حَرَامٌ أَلاَ تِلْكَ الدّهَارِيسُ
أُمّي شَآميّةً، إذْ لا عِرَاقَ لَنَا، ... قَوماً نَوَدُّهُمُ، إذْ قَومُنا شُوسُ
لَنْ تُسْلَكي سُبُلَ البَوْبَاةِ مُنْجِدَةً ... ما عاشَ عَمْرٌو، وما عُمّرْتَ قَابُوسُ
آلَيْتُ حَبَّ العِرَاقِ الدّهْرَ أَطْعَمُهُ، ... والحَبُّ يَأْكُلُهُ في القريةِ السُّوسُ
لَمْ تَدْري بُصْرى بما آليْتُ من قسَمٍ ... ولا دمشقَ إذا دِيسَ الكـَراديسُ
لَوْ كَانَ مِنْ آلِ وَهْبٍ بَيْنَنَا عُصَبٌ، ... ومن نَذيرٍ، ومِن عَوفٍ مَحَامِيسُ
أَوْدَى بِهمْ مَنْ يُراديني، وأَعْلَمُهم ... جُودَ الأكُفّ إذا ما أشْعَرَ البُوسُ
يا حارِ إنّي لَمِنْ قَوْمٍ أَولي حَسَبٍ ... لا يَجْهَلُونَ، إذا طاشَ الضّغابِيسُ
وإن تَبَدَّلتُ من قومي بغيركمُ ... إني إذا لضعيفُ الرأي مَألوس ُ
المفضلات