منظر السلفية الجهادية يوجه رسالة مفتوحة إلى البابا بندكت السادس عشر عبر "الحقيقة الدولية"
المقدسي مخاطبا البابا: بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة
الحقيقة الدولية – شبكة إسلامنا – خاص
على ما يبدو فإن هناك إجماع بين شرائح المجتمع الشعبي الأردني بمختلف أطيافه وتوجهاته السياسية والدينية بمعارضة زيارة البابا " بندكت السادس عشر" في الغالب، مقابل تحفظ مشروط من بعض الأطياف الأخرى على هذه الزيارة؛ والتي وضعت شرط تقديم الاعتذار للمسلمين على ما أبداه من إساءة واضحة بحق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ودعواه بأن الدين الإسلامي يحث على العنف، وانتشر بحد السيف.
وفي هذا السياق، وجه منظر السلفية الجهادية في الأردن"أبو محمد المقدسي" رسالة مفتوحة للبابا " بندكت" عبر "الحقيقة الدولية" عبر فيها عن استيائه وغضبه الشديد لزيارته المرتقبة غداً إلى المنطقة، بسبب ما وصفه من تزوير للحقائق وخداع للعقول والقلوب الغربية بحق الإسلام والمسلمين ورسوله الكريم – بحسب المقدسي-.
وقال المقدسي في رسالته التي عنونها " ... بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة"، والتي اعتبرها من أقل الواجبات الدينية التي عليه أن يقوم بها، حيث أكد ذلك بقوله:" لا نملك أن نلتزم الصمت أو نغمض أعيننا ونغض طرفنا عما تفوّه به هذا الرجل من باطل وإفك وكذب على ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم، و ما نضحه من افتراءات من إنائه... (عقله)... فنحن قوم كما أننا لا ننسى من يحسن إلينا، ونرى واجب مكافأته لازما علينا ولو بعد حين؛ فكذلك لا ولن ننسى من يسيء إلى ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم؛ ونرى واجب مكافأته كذلك؛ واجبا علينا ولو بعد حين، كل بحسب ما يستطيع؛ ومن لا يستطيع يحتفظ بحق الرد إلى أن يستطيع، وذلك لأن ذلك يبقى واجبا شرعيا على الأمة لا يحق لها أن تتخلى عنه بحال".
كما اعتبر " المقدسي" واجب نصرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حق متعين على جميع الأمة، حيث بين أن هذا الحق حقان: حق خالص لله تعالى، قد يعفو ويغفر عنه من خلال التوبة والإنابة إليه، حق شخصي لنبينا عليه السلام، فله أن يصفح عنه كما هو خلقه الكريم لو كان حياً، وحيث أنه توفي
فلا يجوز التنازل عن حقه والعفو عن الإساءة إليه، ولا يملك أحد هذا الحق الصفح والتسامح عما بدر من البابا من إساءات ولو كانت على سبيل المثال.
ورد "المقدسي" على دعاوى وافتراءات ومزاعم البابا " بندكت" ضد الدين الإسلامي وخاتم الأنبياء والمرسلين، والتي أطلقها في المحاضرة التي ألقاها في جامعة ريجينسبورج الألمانية ونشرت وقتها على الموقع الإلكتروني الرسمي للفاتيكان، وقد أثارت آنذاك سخط وغضب واستنكار مسلمي العالم، حيث رد الفاتيكان على ردود الأفعال، حيث بين ذلك في رسالته، والتي سنوردها دون تصرف كما هي، مع إزالة بعض الكلمات التي تحوي تجريحاً وذماً وقدحاً.
الحمد لله الذي (وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين القائل ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا كان من أهل النار)
وبعد ..
مع زيارة بابا الفاتيكان إلى منطقتنا بعد أيام؛ لا نملك أن نلتزم الصمت أو نغمض أعيننا ونغض طرفنا عما تفوّه به هذا الرجل من باطل وإفك وكذب على ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم، و ما نضحه من افتراءات من إنائه (.......) (عقله) الذي لا (.....) ولو غسله سبعا إحداهن بالتراب !! فنحن قوم كما أننا لا ننسى من يحسن إلينا، ونرى واجب مكافأته لازما علينا ولو بعد حين؛ فكذلك لا ولن ننسى من يسيء إلى ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم؛ ونرى واجب مكافأته كذلك؛ واجبا علينا ولو بعد حين، كل بحسب ما يستطيع؛ ومن لا يستطيع يحتفظ بحق الرد إلى أن يستطيع، وذلك لأن ذلك يبقى واجبا شرعيا على الأمة لا يحق لها أن تتخلى عنه بحال ..
فواجب النصرة لنبينا صلى الله عليه وسلم حق متعين على الأمة بل هو حقان؛ حق لله خالص قد يعفو عنه وقد يغفره بالتوبة والإنابة، وحق شخصي لنبينا صلى الله عليه وسلم له أن يصفح عنه كما هو خلقه الكريم لو كان حيا؛ أما وقد توفي صلى الله عليه وسلم فلا يحق للأمة جمعاء أن تتنازل عن حقه وتعفو عن الإساءة إليه، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ..
ومن ثم فالإساءات التي نطق بها هذا القادم؛ في المحاضرة التي ألقاها في جامعة ريجينسبورج الألمانية ونشرت وقتها على الموقع الإلكتروني الرسمي للفاتيكان، وأثارت آنذاك سخط مسلمي العالم وغضبهم واستنكارهم، وقد كنت وقتها معتقلا فلم أسمع بها إلا بعد مدة حين تسرب خبرها إلي في زنزانتي وأنا أرسف في قيودي؛ فلم أتمكن من كتابة شيء حولها آنذاك؛ ولكنني عزمت ونويت منذ ذلك الحين أن أفضحهم من كتابهم المقدس ودينهم المحرف حين يتيسر لي ذلك، وقد يسرّه الله لي في زنزانتي نفسها فصنّفت كتابا مفصلا في ذلك، وقد ذكرت إساءات بابا الفاتيكان تلك لأحد مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في زيارة له للسجن وكان كاثوليكيا؛ فأظهر التأسف على تلك الإساءات وأنكرها وقال : نحن لا نقرها ولا دخل لنا بها ..
تلك الإساءات لا يمكن أن تتناساها الأمة أو تصفح عنها؛ إذ لا يحق لأحد من الأمة أن يصفح عنها؛ إلا صاحب الحق نفسه صلوات الله وسلامه عليه..
بابا الفاتيكان ادعى في افتراءاته أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بجديد وأنه نشر دعوته بالعنف وحد السيف !!
وزعم البابا نقلا عن بعض بني جلدته القدامى: ( أن الآية 256 من السورة الثانية في المصحف (سورة البقرة) تقول: "لا إكراه في الدين". وهذه بحسب المختصين واحدة من سور المرحلة الأولى عندما كان محمد لا يزال ضعيفا ومهددا!!)
فهذا الحبر الجاهل يظن أن آية (لا إكراه في الدين) هي من أوائل ما نزل من القرآن عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مهددا !! وفي حالة ضعف – كونها وردت في السورة الثانية في المصحف!! فهو يظن أن سور القرآن مرتبة في المصحف حسب النزول – ويبدو أنه لا يعرف أن هذه السورة مدنية؛ أي أنها نزلت في المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقيام دولته وأمانه وزوال ضعفه !! وفي هذا جهل مدقع !! يليق فعلا بعالم لاهوت كبير مثله مهمته تضليل الناس !! ورأس لواحدة من أكبر الديانات المحرفّة في زماننا!!
ثم تراه يختم تقولاته في تلك المحاضرة بهذا التساؤل: (أرني ما الجديد الذي جاء به محمد ؟؟ لن تجد إلا أشياء شريرة !! وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف).
إن جهل عظيم النصارى والرجل الأول عندهم وحبرهم الأعظم !! بالإسلام، بل بدين النصرانية واضح وفاضح..
أما الجديد الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فلا يقدر بابا الفاتيكان ولا غيره أن ينكره أو يجحده؛ ولأن ذلك عظيم كثير لا تتسع له مثل هذه المقالة، ولأني فصّلته وضربت أمثلة منه في مقارناتي بين القرآن العظيم وأسفار العهد القديم في كتابي المشار إليه أعلاه؛ فلن أتعرض له هنا وسأحيل ذلك الحبر الجاهل وكل مجادل بالباطل مثله، عليه .
على كل حال لا غرابة أن يخفى نور الشمس على العميان..
وصرخة الحق تأباها مسامعهم من يسمع الحق منهم يشتكي الصمما
والحق أبلج لو يبغون رؤيته هيهات يبصر من في ناظريه عمى
أما دعواه بأن نبينا صلى الله عليه وسلم جاء بأشياء شريرة منها تبشيره بدينه بحد السيف !! فدعوى كاذبة يعرف كذبها ليس من يقرأ شرائع الإسلام ويعرف تاريخه وحسب؛ بل يعرفها كل من يتأمل اليوم في شوارع أوروبا؛ وتغيظه اللحى الشقراء والحمراء المباركة، التي غزت تلك الشوارع، وكذلك الحجاب بل والخمار الطاهر الذي أمست تعتز وتفاخر به اليوم بناتهم في عقر دارهم؛ في وقت ليس للإسلام فيه دولة ولا صولة ولا سلطان !!
إننا نتفهم هذا الغيظ الذي شرق به بابا الفاتيكان، ويشرق به كل من يحقد على الإسلام؛ حين يرى هذه المناظر تنتشر يوما بعد يوم في شوارع بلادهم، وحين يوجه طرفه في أي اتجاه من أرجائها؛ فالصراخ دائما يعلو؛ كلما كان الألم أشد ..
إن انتشار ديننا وظهوره وعلو حجته في تلك البلاد رغم ضعفنا وزوال دولتنا وسلطانها من الأرض؛ يعلن عن صدق هذا الدين، ويفضح بوضوح كذب تلك الدعاوى التي تفوّه بها ذلك المفتري ويتفوّه بها دوما غيره ..
إن الدنيا كلها لم تعرف التسامح الديني ولم يتذوّق العالم طعم الحوار الحضاري والعدالة الحقيقية ؛إلا في الفترات التي حكم فيها الإسلام على الحقيقة، وفي أزمنة قوة دولته وسلطانه وارتفاع راية خلافته، سواء في المدينة المنورة أم في دمشق أم بغداد أم قرطبة وغرناطة أم استنبول وغيرها ..
أما في الفترات التي سيطر فيها المتبجّحون بالتسامح اليوم !! والمشقشقون بحوار الأديان؛ فقد شهدت محاكم التفتيش الإبادية ما لا يقدر على رده وتكذيبه أحد، ومثلها الحروب الصليبية التي كان يحشد لها ويقودها القساوسة والبابوات ويتقدّمونها بالصليب بأنفسهم، أما في أزمنة العولمة وأحادية القطب فمآسي احتلال العراق وأفغانستان لم تنس بعد؛ إذ ما زالت صور الجنود الأمريكان وهم يرسمون الصلبان على المصاحف ويقتلون الشيوخ والجرحى في المساجد، ويعبثون بعورات الأسرى في أبي غريب وجوانتنامو؛ مازالت تلك الصور تمثل الخط الذي رسمته خطابات بوش وتنظيرات المحافظين الجدد حول الحرب الصليبية الجديدة.
إن جهل هذا الحبر ليس محصورا في دينه ودين الإسلام وحسب؛ بل هو أيضا جاهل بالواقع وبالتاريخ وبالجغرافيا !! بل هو جاهل أو متجاهل لتاريخ كنيسته نفسها ..
هل نسي هذا الرجل مذابح الكاثوليك ضد البروتستانت !! في بلاده وكانت بألوف الألوف ؟؟ وهذه لا يعنيني تفاصيلها فليحدثه البروتستانت أنفسهم عنها وليذكّروه بها ..
أما الذي يعنيني أنه نسيه أو تناساه في خضم كلامه عن عدم قبول العقل والإنسانية لانتشار الدين بالسيف والعنف !! هو محاكم التفتيش التي أقيمت لمسلمي الأندلس لتردّهم عن دينهم بعد سقوط الأندلس؛ ألم تسمع بهذا الشيء من قبل أيها الحبر المتجاهل ( محاكم التفتيش ) إنها المحاكم التي أخذت لقبك )مُكرم محفل عقيدة الإيمان، المعروف سابقا بالمكتب المقدس) واستقيته منها !! فهذا المكتب المقدس هو ما كان يعرف تاريخيا بمحاكم التفتيش كما نص على ذلك موقع الويكيبيديا الإنجليزي [1] لقد كان أجدادك الكاثوليك يحرّقون في تلك المحاكم ويقتلون من يجدون عنده القرآن !! بل يقتلون من يغتسل للجمعة أو العيد !! فقد حرم أجدادك لقذارتهم الاغتسال على المسلمين، وصدر بذلك مرسوم يقضي بإعدام من يُضبط مغتسلا كي يمنعوا من ينتسب إلى الإسلام من الصلاة ..
إن التحريق بالنار والقتل بعد التعذيب وقطع الأطراف شمل الرجال والشيوخ والنساء وحتى الأطفال؛ ليجبروا على التنصر والرجوع عن الإسلام !! ألم تسمع بهذا أو تقرأه لدى مؤرخيكم النصارى أيها الحبر الحاقد؟! وكيف تجهل هذا أو تنكره ؟ وقد اعترف به مؤرخوكم واعتذرت منه بعض كنائسكم على استحياء ..
ألست تزعم أيها الحبر الجاهل أن سيرة نبينا الكريم ( مجرّدة من الإنسانية والعقل !! وأنه لا يوجد فيها إلا أشياء شريرة وغير إنسانية !! )
فأي سيرة تلك التي يصح أن توصف بالعقل والحكمة والعفو والرحمة غير سيرته؟؟ وهو الذي لما فتح مكة قال لأهلها الذين آذوه وعذبوه هو وأصحابه، وطردوهم من أحب البلاد إليهم؛ قال لهم: ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ).
هل في تاريخ النصرانية الأسود القديم والحديث؛ شيء مثل هذا مع المخالفين في الدين ؟؟ ولو كانوا من النصارى أنفسهم ؟؟
فأي دين ذاك الذي انتشر بالعنف ؟! بالسيف بل بالحرق ؟؟.
اقرأ إن شئت كتاب (غوستاف لوبون) (حضارة العرب) فقد ذكر أن( محاكم التفتيش قد أحرقت من المسلمين جموعا لا تحصى ! و اقترح القس "بليدا" قطع رؤوس كل العرب دون أي استثناء ممن لم يعتنقوا المسيحية، بما في ذلك النساء و الأطفال، و هكذا تم قتل أو طرد ثلاثة ملايين عربي.. )!! ( وكان هذا رغم المعاهدة الموقعة منهم عندما سقطت غرناطة –آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة(897 هـ 1492م) حيث نصّت المعاهدة بين أبي عبد الله الصغير والملوك الكاثوليك، وضمنها البابا وأقسم عليها !! نصّت على : ( تأمين الصغير و الكبير في النفس و الأهل و المال..... وألا يُكره من أسلم على الرجوع للنصارى و دينهم ... ولا يمنع مؤذن و لا مصل و لا صائم ولا غيره في أمور دينه ) إلى غير ذلك مما تعهّدوا به وأقسموا عليه الأيمان المغلظة... ثم ماذا كان؟؟
بالطبع وكما تحدثنا جميع كتب التاريخ التي يتجاهلها بابا الفاتيكان حين يتكلم عن الدين الذي انتشر بالعنف والسيف !! تم نقض المعاهدة كلياً. وتم حظر اللغة العربية، والصلاة والأذان ووو.. وأحرق جموع الأطفال والنساء والرجال الذين قتلوا وأحرقوا لرفضهم الرجوع عن التوحيد إلى التثليث؛ وأحرق الكردينال "أكزيمينيس" إضافة إلى هؤلاء أحرق عشرات الآلاف من كتب المسلمين... يقول )غوستاف لوبون( : ( ظن رئيس الأساقفة أكزيمينيس أنه بحرقه ما قدر على جمعه من كتب أعدائه العرب (أي ثمانين ألف كتاب) أنه محا ذكراهم من الأندلس إلى الأبد. فما دَرَى أن ما تركه المسلمون من الآثار التى تملأ بلاد إسبانية؛ يكفي لتخليد إسمهم إلى الأبد) يقول : ( ثم تم إجبار من رضخ للإكراه من المسلمين على التنصّر. إلا أن معظم هذا الاعتناق الديني كان بالاسم فقط ؛إذ كان المسلمون يمارسون الطقوس الدينية المسيحية كرها، إلا أنهم استمروا في تطبيق الدين الإسلامي سراً. وكانت هناك محظورات كثيرة منها: حظر الختان !! وحظر الوقوف تجاه القبلة!! وحظر الاستحمام والاغتسال!! وحظر ارتداء الملابس العربية. فإذا عُلم أن أحداً اغتسل يوم الجمعة يصدر في حقه حكم بالموت!! ... وكذلك لو وجدوا في بيته مصحفا، أو امتنع عن الطعام في رمضان، أو امتنع عن شرب الخمر وأكل الخنزير. وكانوا يكشفون عورة من يشكون أنه مسلم، فإذا وجدوه مختونًا أو كان أحد عائلته كذلك فإن الموت نهايته هو وأسرته.) أهـ
ماذا يُسمى هذا عندكم أيها الحبر الذي تتجاهل التاريخ ؟ولماذا تنسون هذا الإرهاب وتلك المذابح أنت وكل من يتكلم عن الإرهاب والاضطهاد الديني في العالم؟وتحديدا حين يحاول بعض المسلمين تحكيم شرع ربهم ؟
فإن نسيتموها أنتم وتغافلتم عنها ؟ فنحن لم ولن ننساها أبدا !!
أم أن هذا هو الذي تسمونه حرية دينية وحوار أديان ؟؟
ولماذا نذهب في عمق التاريخ ؟
هل نسيت أيها الحبر المتجاهل ما جرى في زماننا هذا في جزر الملوك في أندونيسيا على يد رعاياك النصارى هناك، من ذبح وحرق وقتل لآلاف المسلمين ؟؟ فقد قتل آلاف من المسلمين ذبحــا وحرقــا وتم تقطيــــع الرؤوس والأطراف والتمثيل بجثث المسلمين وتم بقر بطونهم .. وجزء كبير منه لا زال موثقا مصورا محفوظا ..
والعهد لا زال قريبا مما جرى في البوسنة على أيدي نصارى الصرب المتطرفين .. خذ مدينة سريبرينيتشـا وحدها مثالا في 11 يوليو/1995م عندما دخلها الصرب مع أنها كانت وقتها منطقة آمنة ـ زعموا ـ تحت حماية الأمم المتحـــدة المتواطئة !!! فقد شرّد أهل هذه المدينة بأجمعهم بعد المجزرة الرهيبة التي حصلت لهم تحت سمع ونظر أممكم المتحدة !! حيث وصل عدد القتلــــى المسلمين فيها على أيدي أهل دينك المتطرفين إلى عشرين ألف قتيل !! هذا في سريبرينيتشـا وحدها !! أما حصيلة مذابح الإبادة الجماعية التي تعرّض لها مسلمو البوسنة والهرسك فقد كانت ثلاثمائة ألف مسلم باعتراف الأمم المتحدة المتواطئة نفسها !!
هذا هو حوار الحضارات الذي تنادون به !! وتلك هي أخوة الأديان التي تموّهون بها على المغفلين في بلادنا !!
ثم ألا تعلم ماذا يجري اليوم في أقبية الكنيسة القبطية في مصر من قتل المسلمات القبطيات لردهن عن إسلامهن ..
ألم تسمع استغاثاتهن المنشورة على شبكة الإنترنت بالصوت والصورة؟؟ فقد اطلع على ذلك كل أحد ! ولكنك أيها الحبر الحقود تصم أذنيك عن مثل هذه الإستغاثات !! وتفتحها جيدا لكل ساقطة في بلاد المسلمين تنال من دين الإسلام أو تطعن في نبي الإسلام في كتاب أو برنامج أو غيره!! إنْ مُنع ذلك البرنامج أو حُظر ذلك الكتاب، أو صدرت تهديدات من بعض الغيورين .. حيث تقوم قيامتكم ساعتها وتمطروننا وعظا وتنظيرا وخطابة وكتابة عن حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والتفكير بل والإلحاد والفجور !! وتنهال عروض اللجوء والإغاثة والمحاماة والمساعدة على تلكم التافهات من أمثال تسنيمة نسرين البنغالية والصومالية آيات حزري على، ونحوهن ..
أما أمثال السيدة وفاء قسطنطين زوجة أحد القساوسة الأقباط والتي قُتلت داخل أحد الأديرة تحت التعذيب في مصر بسبب إسلامها وتحولها عن المسيحية !! فهذه لا تعنيها خطاباتكم حول حرية الإعتقاد !! كما لا يعني شنودة وكنيسته خطابكم الذي تصدعون رؤوس الناس به حول الإضطهاد الديني !!
ومثل وفاء قسطنطين؛ ابنة ملوي "عبير" الصبية التي لم تتجاوز الـ 17 ربيعا، وكذلك كريستين مصري قليني التي أعلنت بصوتها وصورتها أنها هربت من بيت أبيها لأنه اكتشف إسلامها وخشيت أن يقتلها !! وماري عبد الله ذكي زوجة كاهن الزاوايا الحمراء، والطبيبة ماريان مكرم التي اعتقلت في دير دميانة بدمياط .. وغيرهن من أخواتنا المسلمات القبطيات اللاتي عذبن وأوذين لإسلامهن، أو قتلن في أقبية الكنيسة القبطية تحت رعاية الإرهابي شنودة وتحت سمع وبصر النظام المصري وأجهزته هناك !!
فهؤلاء تصم أذنيك عنهن وعن استغاثاتهن، ولا تلتفت إلى تعذيبهن لردهن عن التوحيد إلى التثليث وعبادة الصليب، فذلك كله في هذه الحالة لا يعد عندكم انتهاكات لحرية الاعتقاد !! ولا دخل له بحقوق الإنسان وحرية الأديان وووو ..
ثم يتغنى المغفلون والسفهاء في بلادنا بالحوار والتقارب بين الحضارات والأديان !!
أي حوار وأي قول يقابل هذا القول ويصلح معه إلا قول الصوارم ..
القول قول الصوارم كي تسترد المظالم
حتى الأراذل ساموا رسول أهل العزائم
حثالة البغي طالت فأين عهد الحواسم
نسوا بأنا أباة نذود ذود القشاعم
نحن الذين وطئنا بالخيل عرش الأعاجم
تبا وتبا لذل أقام فينا المآتم
فأستأسد البغل لما خبت رؤوس الضياغم
وزمجر القرد يرمي رسولنا بالشتائم
ماعاد في العيش خير إن ألجمتنا البهائم
أي حوار للأديان هذا الذي يتحدثون عنه ؟! وهم يخنقون كل صوت حر منهم يعترض على تناقضات دينهم؛ ويفكر بالتحول إلى الإسلام ؟ حتى إن أخواتنا المسلمات القبطيات بتن يكتمن إسلامهن مددا طويلة لا يستطعن معها إظهار الوضوء أوالصلاة أوالصيام، وهن في ذلك إن شاء الله معذورات، حالهن في ظل الاستضعاف وزوال دولة الإسلام وعدم من ينصرهن ويأويهن؛ كحال المستضعفين الذين يكتمون إيمانهم ممن لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، وكالذين تسلط عليهم النصارى بعد سقوط الأندلس، ولذلك فنحن نحيلهن على ما أفتى به بعض أهل العلم مسلمي الأندلس آنذاك، وهو الشيخ أحمد بن بوجمعة المغراوي ثم الوهراني وكان ممن أفتى مسلمي الأندلس الذين أكرهوا على التنصير أثناء محاكم التفتيش بكتمان إيمانهم؛ وأنقل أجزاء من هذه الفتوى لأخواتنا المسلمات المستضعفات، لأعرّف ذلك الحبر الحاقد بأفاعيل بني قومه .. قال الشيخ رحمه الله: ( الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
إخواننا القابضين على دينهم، كالقابض على الجمر، من أجزل الله ثوابهم فيما لقوا في ذاته، وصبّروا النفوس والأولاد في مرضاته، الغرباء القرباء إن شاء الله من مجاورة نبيه في الفردوس الأعلى من جناته، وارثوا سبيل السلف في تحمل المشاق وإن بلغت النفوس إلى التراق، نسأل الله أن يلطف بنا وأن يعيننا وإياكم على مراعاة حقه بحسن إيمان وصدق، وأن يجعل لنا ولكم من الأمور فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، من عبيد الله أصغر عبيده، وأحوجهم إلى عفوه ومزيده، أحمد ابن بو جمعة المغراوي ثم الوهراني، مؤكدا عليكم في ملازمة دين الإسلام، آمرين به من بلغ من أولادكم .......
فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، وإنّ ذاكر الله بين الغافلين كالحي بين الموتى، فاعلموا أن الأصنام خشب منجور وحجر جلمود لا يضر ولا ينفع، وأن المُلك ملك الله، ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله . فاعبدوه واصطبروا لعبادته، فالصلاة ولو بالإيماء، والزكاة ولو كأنها هدية لفقيركم ... لأن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن إلى قلوبكم، والغسل من الجنابة ولو عوما في البحور ........
وإن أكرهوكم في وقت صلاة على السجود للأصنام أو حضور صلاتهم فأحرموا بالنية وانووا صلاتكم المشروعة ...... مقصودكم الله وإن كان لغير القبلة تسقط في حقكم؛ كصلاة الخوف عند الالتحام، وإن أجبروكم وأكرهوكم على محرم كشرب خمر أو أكل خنزير ..... فلا حرج عليكم مادمتم ناكرين إياه بقلوبكم ومعتقدين تحريمه ...... وإن أكرهوكم على كلمة الكفر فإن أمكنكم التورية والإلغاز فافعلوا، وإلا فكونوا مطمئنين القلوب بالإيمان إن نطقتم بها ناكرين لذلك ................ .....
وأنا أسأل الله أن يديل الكرة للإسلام حتى تعبدوا الله ظاهرا بحول الله من غير محنة ولا وجلة ...........
بتاريخ غرة رجب عام عشرة وتسعمائة " يصل إلى الغرباء إن شاء الله تعالى" ) انتهى مختصرا .
أرأيت أيها الحبر الأليف !! المنتقد لمن يستعمل العنف والسيف في نشر الدين؟؟ هل عرفت الآن إلى من يجب عليك أن توجه مثل هذه الانتقادات ؟ ومن هم أحوج الناس لنصائحك ومواعظك !! أرأيت إلى أي حد وصلت محنة إخواننا المسلمين آنذاك ؟! وإلى أي حد تصل محنة أخواتنا المسلمات اليوم في أقبية الكنيسة القبطية !! حتى نحتاج إلى أن نحيلهن على مثل هذه الفتوى التي صدرت في القرون الخوالي !! ونطلب منهن أن لا يشهرن أو يعلن إسلامهن لكي لا يُقتلن أو يُكرهن على الرجوع عن دينهن ..
فلا داعي بعد اليوم من توجيه خطاباتك السخيفة إلى المسلمين حول حرية الاعتقاد والاضطهاد الديني وحقوق الإنسان !! فرعاياك وبنو قومك وملتك هم أولى الناس بهذا الخطاب وتلكم النصائح !!
أما جهلك أيها الحبر المعظم عند السفهاء، والمقدم عند النصارى؛ جهلك بدينك النصراني وكتابك المقدس فهذا لنا معه وقفات بل جلسات طويلة؛ سأبينه وألقنه لك ولقومك في كتابي المرفق ؛الذي أهديته لك ولهم بمناسبة زيارة (.....) لمنطقتنا ..
وستعرف من شريعة الحرب التي جاءت في كتابكم المقدس، وما نسبتموه من تطبيقاتها إلى أعظم أنبيائكم من قتل وإبادة للأطفال والنساء والشعوب بل والبقر والحمير والغنم وسائر الدواب .. ستعرف من هم أولئك الذين نشروا دينهم بالعنف وحد السيف!! ومن أولى الأديان بأن يوصف بالإرهاب، وأيّ الكتب تلك التي ينبغي أن توصف بالفاشية !!
وسأريك على صفحاته أن تطاولكم على نبينا صلى الله عليه وسلم وافتراءكم على دينه؛ أمر طبيعي بالنسبة لقومٍ بهت مثلكم، وليس بمستغرب أن يصدر عن قوم قد ملئوا أقدس كتبهم بالافتراء والكذب على أعظم رسلهم وأنبيائهم الذين يؤمنون بهم !! فرموهم بالإشراك بالله وبالزنا في بناتهم ومحارمهم وغيرهن، واتهموهم بالسكر والتعري والغش والخديعة والكذب والخيانة وغير ذلك من الأخلاق الذميمة ..
فهل يُستغرب بعد هذا؛ من قوم فعلوا هذا وافتروه على أقدس أنبيائهم في أقدس كتبهم؛ هل يستغرب منهم أن يصفوا نبينا بما تفوّهت به ياعبد الصليب ؟؟ أو أن يرسموه بقبيح رسوماتهم وسخيف تصاويرهم !!..
وكيف يُستغرب ذلك منكم ؟ وقد وصفتم الرب الإله بما هو أشنع منه وأفظع ؟؟ كما ستراه مفصلا في هديتي لك ولأهل ملتك ..
ولذلك يطيب لي أن أختم هذا الترحيب بمقدمك المشؤوم؛ بما قاله العلامة ابن القيم في كتابه (هداية الحيارى بأجوبة اليهود و النصارى): (وكيف لا يميز من له أدنى عقل يرجع إليه؛ بين دين قام أساسه وارتفع بناؤه على عبادة الرحمن، والعمل بما يحبه ويرضاه مع الإخلاص في السر والإعلان، ومعاملة خلقه بما أمر به من العدل والإحسان، مع إيثار طاعته على طاعة الشيطان، وبين دين أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار بصاحبه في النار..... أسس بنيانه على عبادة الصلبان والصور المدهونة في السقوف والحيطان، وأن رب العالمين نزل عن كرسي عظمته فالتحم ببطن أنثى وأقام هناك مدة من الزمان، بين دم الطمث في ظلمات الأحشاء تحت ملتقى الأعكان، ثم خرج صبياً رضيعا يشب شيئاً فشيئاً، ويبكي ويأكل ويشرب ويبول وينام ويتقلب مع الصبيان، ثم أودع في المكتب بين صبيان اليهود يتعلم ما ينبغي للإنسان، هذا وقد قطعت منه القلفة حين الختان، ثم جعل اليهود يطردونه ويشردونه من مكان إلى مكان، ثم قبضوا عليه وأحلوه أصناف الذل والهوان، فعقدوا على رأسه من الشوك تاجاً من أقبح التيجان، وأركبوه قصبة ليس لها لجام ولا عنان، ثم ساقوه إلى خشبة الصلب مصفوعاً مبصوقاً على وجهه وهم خلفه وأمامه وعن شمائله وعن الأيمان، ثم أركبوه ذلك المركب الذي تقشعّر منه القلوب مع الأبدان، ثم شُدّت بالحبال يداه مع الرجلان، ثم خالطها تلك المسامير التي تكسر العظام وتمزق اللحمان وهو يستغيث: يا قوم ارحموني! فلا يرحمه منهم إنسان، هذا وهو مدبر العالم العلوي والسفلي الذي يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن!! ثم مات ودفن في التراب تحت صم الجنادل والصوان، ثم قام من القبر وصعد إلى عرشه وملكه بعد أن كان ما كان، فما ظنك بفروع هذا أصلها الذي قام عليه البنيان؟!. )
أبو محمد المقدسي
جمادى الأولى
1430 من هجرة المصطفى
عليه الصلاة والسلام
--------
المصدر : الحقيقة الدولية – شبكة إسلامنا – خاص- 7.5.2009
المفضلات