لقد أثارت هذه الواقعة وستظل تثير الكثير من التساؤلات ، والشجون ، والحزن الذي لا تمحوه السنون :
لقد ظل باسماً ، التقيه في الصباح ونذهب للمدرسةِ معاً وهو باسم الثغر ، يرد على طول الطريق وبرودة الطقس بابتسامة ... رغم الاحمرارالذي يحيط بخديه الشاحبتين من الصقيع ......
كان يقابل لوم المدير وتقريعه على التأخر عن طابور الصباح بابتسامه ، وعلى لوم المعلم لتقصيره في حل الواجبات بابتسامه ......
كان يقابل الصفعات من والده على التأخر في تحصيله المدرسي بابتسامه ......
في أحد الصباحات وعندما عجز عن الذهاب للمدرسة عبر عن عجزه الجسدي بابتسامة ، وعندما أخذه للطبيب وأحضر له بعض المضادات والفيتامينات ..... كان يقبل على أخذ الدواء ولكنه ازداد ضعفاً وهزالاً رغم البسمة التي ظلت تسطر على محياه .........
غيروا الطبيب والأدوية في كل مرة ، وهو يذهب ويعود وقد انقطع عن الدراسة ، وقد قابل كل هذا بابتسامه ......
طبيباً واحداً بعد أن قام بفحصه ، استطاع الاستنتاج بحالة الصبي ، كتب على ورقة كلام بلغةٍ انجليزية غير واضحة كما هي عادة الأطباء ، وطلب من والده أخذها للمستشفى لإجراء التحاليل والفحوص اللازمة .......
في الطب النووي والأورام ، تم إيداع الصبي برفقة والدته ، وأعطي جرعات غير محددة من العلاج الخاص بالورم .....
ظهرت أعراض العلاج على الصبي على شكل فقد الشعر في الرأس والحاجبين ، وذبولاً أكثر مما كان .......
قرر الأطباء بعد فترة إخراجه من المستشفى ، وفي البيت كان عندما أذهب لرؤيته كان يحدق بي ، يريد أن يقول شيئاً ، ولكنه كان يبتسم ، وعيناه تحدقان في صباحاتنا التي مضت ........
مشيت خلف الحشود ، في صباح ذلك اليوم وهو يحمل الصبي للجهة التي لم أجد لها تعريفاً في ذلك الزمن يستوعبه عقلي ..........
هو الموت إذاً
رحمة الله عليك يا علي وأسكنك الجنة مع الأنبياء والصديقين
المفضلات