بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله الطيبين وأرضي اللهم عن الصحابة الكرام من المهاجرين والأنصار ..والتابعين إلي يوم الدين وارضي عنا معهم بفضلك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين ..
يقول الله تعالى : اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر : 23]
للمس هو من الحواس
الخمس الموجودة في جسم الإنسان التي أكرمنا الله تعالى بها ..
أشار القرآن الى وجود أعضاء الحس الخاصة بالألم في جلد الإنسان
وهي وسيلة يحس بها الأشياء
َلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [الأنعام : 7]
عن معاذ رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أخذ بيده وقال :
(( يا معاذ والله إني لأحبك ثم أوصيك يا معاذ : لا تدعن في دبر كل صلاة تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
(( رواه أبو داود والنسائي ،،
تأمل كيف روى لنا معاذ بن جبل رضي الله عنه الحديث ..كان بإمكانه أن يقول .. أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم يكمل الحديث
لكنه كان يصف ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم انه أخذ بيده واقسم أنه يحبه ثم أوصاه صلى الله عليه وسلم ..بما يحب له
يا الله ما أجملها من طريقة وأسلوب نبوي في التعليم بلمسات حانية بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. طريقة يفتقدها الكثير من الآباء والمربين ..
ونفتقدها في التعامل مع بعضنا
يحث على المصافحة وهي موطن حاسة اللمس ..!
ويحث على تقبيل الأبناء والعطف عليهم
كان يفعل ذلك مع أبنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها ومع الحسن والحسين رضي الله عنهما وكما كان يفعل ذلك مع أمامة أبنه زينب رضي الله عنها الأمثلة كثير ..
تلك اللمسات الحانية لها أثر عجيب في حياة الإنسان فهي ..
تخفف الأحزان والهموم ..والأمراض
تدخل الفرح والبهجة على نفوس الصغار والكبار .. كان صلى الله عليه وسلم يمسح بيده اليمنى على المريض ويدعو له .. تلك اللمسات تكون بمثابة دواء وشفاء للمريض
ولمسة الرحمة والمحبة والعطف والطمأنينة كل ذلك يشمله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما حث على مسح رأس اليتيم
عن أبي أُمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وفرَّق بين أصبعيه السباحة والوسطى".
فالرأس موضع الكرامة والعزة والسمو فلو مسحت على رأس اليتيم فإن الحنان والعطف وجميع المشاعر الإيجابية تصل بقدرة الله مع حركة الكف على الرأس مما يرفع نسبة الراحة والطمأنينة عند اليتيم وتسبب لين ورقة في قلب الماسح كما ذُكر ذالك في الحديث الشريف ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين. (رواه أحمد بإسناد حسن
فاللمسات الحانية
يحتاجها الطفل من أبويه ..
ويحتاجها التلميذ من معلميه ..
ويحتاجها المريض من طبيبه ..
واليتيم من كافله ..
وتحتاجها الزوجة ويحتاجها الزوج ..
ويحتاجها الأب والأم والجد والجدة ومن الأبناء ..
تحتاجها الأخت من أخيها ..
يحتاجها المحزون..
يحتاجها الخادم والخادمة ..
الكل محتاج إليها ..!
ولن يكلفنا ذلك شيئا .. !
ولو بحثنا في الكتاب والسنة لوجدنا الكثير من المواقف التي تدعو للمسات الحانية التي تكون سبباً في القرب من بعضنا ... فما أعظم ديننا وما أعظم توجيهاته
أين نحن من هذه اللمسات الحانية ..!؟ هل غفلنا عنها ..؟
لنعيد ترتيب أنفسنا ونعيد استعمال حواسنا
من أجل حياة سعيدة لنا ولمن حولنا
فهل نحن فاعلون ..!!!؟
كتبت هذا الموضوع بعد بحث عن أثر اللمسات الحانية في حياتنا وبعد أن سمعت عن دورات تُقام في الغرب والشرق لتعليم طرقها وأساليبها فوجدت أن ديننا قد حث عليها وأمر بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام
المفضلات