العرب والمنظمات الدولية: أول من يوقع وأول من يقع
بقلم: د. عبدالله عزام الجراح
نظرت في اغلب الاتفاقيات الدولية المختلفة فوجدت أننا نحن العرب من أوائل الموقعين عليها، كما نظرت في المنظمات الدولية المختلفة فوجدت أن العرب أيضا هم من أوائل الموقعين عليها والمؤسسين لها.
نعم العرب من أوائل من وقعوا على وثيقة الأمم المتحدة. الكثير من الدول العربية وقعت وانضمت إلى الأمم المتحدة في العام 1945، فمصر وسوريا والعرق ولبنان والسعودية وقعت انضمامها في العام 1945وانضمت بقية الدول العربية تباعا، مع ملاحظة أن الأمم المتحدة تأسست بتاريخ 25 أكتوبر 1945.
إذن نحن بحق من أوائل الدول التي تؤمن بالشرعية الدولية وتنضم إلى منظماتها المختلفة وتوقع على ميثاقها. حقوق الطفل، حقوق المرأة، مكافحة نشر الأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل العرب أيضا هم من أوائل الموقعين عليها، الرفق بالحيوان وحقوق الإنسان وكل المواثيق الدولية الأخرى التي اعرف منها أو لا اعرف، التي تأسست أو أنها في طور التأسيس أو قد تؤسس في المستقبل الدول العربية ستكون من أوائل الدول الموقعة أو التي ستوقع عليها.
انحن مولعون بالتوقيع؟ انحن أصحاب ريادة وقادة فكر في هذا الزمن؟ انحن بحالة تسمح لنا بالتوقيع؟ انحن نلعب دور كفيل الدفا والوفا بعطوة او صلحة عشائرية؟ ماذا استفدنا من كوننا الأوائل في التوقيع على كل هذه المواثيق؟ ماذا جنينا من انضمامنا إلى كل هذه المنظمات؟ ماذا استفاد أبناء الدول العربية من انضمام دولهم إلى هذه المنظمات الدولية؟ هل أصبحت الدول العربية دولا ديمقراطية حقا؟ هل تحسن واقع الأطفال والنساء والشيوخ، وهل تحسنت الظروف المعيشية لنا؟ إلى متى ستستمر لعبة التوقيع على المعاهدات والمواثيق الدولية؟ إلى متى سنصفق ونهتف للعدالة والشرعية الدولية، ونحن المحرمون منها منذ عقود؟ أليس العرب هم مادة الأمم المتحدة الأولى ولعبتها التي لا تنتهي؟ أليس العرب هم ضحية العدالة والشرعية الدولية؟ أليس العرب هم من يدفع ثمن العدالة والشرعية الدولية منذ عقود؟ أليس العرب باحوج الناس إلى العدالة والشرعية الدولية؟ أليس العرب باحوج الناس إلى الأمم المتحدة؟ أليس العرب باحوج الناس إلى منظمات حقوق الإنسان؟ أيوجد شعب أو امة على وجه الكرة الأرضية لها حقوق ضائعة أكثر منا نحن العرب؟ الم يستعمر الوطن العربي باسم حقوق الإنسان والديمقراطية وبإيعاز ومباركة من الأمم المتحدة؟ إلى متى سنلهث ونركض خلف سراب الشرعية الدولية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة؟ أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح في هذا السياق، ماذا قدمت لنا المنظمات الدولية وما الدور الذي نلعب من خلالها؟؟ وإجابة واحدة لا شريك لها، نحن أول من يوقع على مواثيقها وتأسيسها، وأول من يقع ضحية لها.
أليس هذا انجازا عظيما نفخر ونفاخر به؟؟؟؟
المفضلات