غزة... تسوية بدون تحقيق الأهداف الإسرائيلية أم هجوم بري يحرق الأخضر واليابس
واصلت اسرائيل اليوم السبت هجماتها على مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة لليوم الثامن ووصل عدد الشهداء من الفلسطينيين الى 436 قتيلاً على الاقل واكثر من ألفي جريح في القطاع الساحلي المحاصر، وقتل أربعة اسرائيليين في هجمات صاروخية فلسطينية.
وفي ما يلي بعض الاسئلة والاجوبة عن الصراع في غزة:
أين وصلت الأمور الآن؟
تواصل اسرائيل هجماتها ضد حماس بشن غارات جوية بالاساس تستهدف المباني الحكومية وبيوت زعماء ومقاتلي حماس وبنيتها الاساسية كأنفاق التهريب تحت الحدود بين مصر وغزة التي تستخدم كخطوط امداد للجماعة الاسلامية ولقطاع غزة ككل.
كما أطلقت سفينة تابعة للبحرية الاسرائيلية النار على أهداف من مسافة قريبة من الشاطئ ولكن لم يحدث الى الان أي تحرك للمدرعات وجنود المشاة الاسرائيليين المحتشدين على طول الحدود مع القطاع.
ورغم الهجمات تصيب صواريخ حماس أهدافاً أبعد في العمق الاسرائيلي وأصابت مدينة بئر السبع التي تقع على بعد 40 كيلومتراً من القطاع.
والصواريخ غير دقيقة الى حد كبير، كما طورت اسرائيل نظاماً للإنذار المبكر ساعد على تقليل حجم الخسائر البشرية.
كيف تمضي الحياة في غزة؟
هناك نقص في الطعام لا سيما الارز والطحين (الدقيق) والسكر ومنتجات الألبان، ويرجع هذا جزئياً الى الحصار.
ولا تعمل الكهرباء الا لفترة تتراوح بين ثلاث وست ساعات في اليوم.
ولا نقص في المياه كما أن المدينة لا تعاني من اظلام تام في الليل.
وليست في المستشفيات أسرَّة كافية ولا أدوية تكفي لعلاج الجرحى.
وتقول إنها أيضا تعاني من نقص خطير في حوالي 70 نوعاً من الادوية لأمراض خطيرة مثل السرطان والفشل الكلوي.
ولا يستطيع الفلسطينيون مغادرة القطاع الا اذا سمحت لهم اسرائيل أو إذا كان لديهم الاستعداد للمخاطرة في رحلة محفوفة بالمخاطر الى مصر عبر أحد الانفاق.
وسمحت اسرائيل لبضعة مئات من حاملي جوازات السفر الاجنبية بالمغادرة وقبلت 16 فلسطينياً على الاقل لتلقي العلاج الطبي الخاص.
ووضع السكان في مدينة غزة أشرطة لاصقة على زجاج النوافذ تحسباً للتفجيرات التي تحطم الزجاج.
ويخشون الخروج والذهاب الى المساجد التي قد تكون هدفاً للاشتباه في أنها مستودعات أسلحة لحماس أو مراكز للقيادة كما يخشون العيش بجوار أي شخص يتلقى تحذيراً تليفونياً من القوات الجوية الاسرائيلية يطلب منه "الخروج من المنزل لانه سيقصف".
هل ستشنُّ اسرائيل هجوماً برياً؟
هذا سؤال كبير طرح على مدى أيام عديدة مع تزايد الشائعات بأنه محتمل أكثر من أي وقت مضى وأنه بات وشيكاً هذه الساعة.
فالدبابات والمدفعية والقوات وناقلات الجند المدرعة تحتشد عند نقاط عديدة على الحدود مع غزة التي يبلغ طولها 40 كيلومتراً بالاضافة الى مصفحات لإزالة الألغام وجرافات لفتح طريق عبر دفاعات حماس.
ما الذي قد يؤجِّل الهجوم البري؟
قبل أيام قليلة قلل هطول الامطار الغزيرة احتمال حدوث الهجوم البري لان الحقول في هذا القطاع الساحلي تحولت الى وحل، لكنها أصبحت جافة ليومين الآن.
ومن الواضح أن اسرائيل ترغب في تحقيق أهدافها دون أن تضطر الى ارسال قوات الى غزة حيث من المحتمل أن يقتل بعضهم وهي مخاطرة سياسية كبيرة بالنسبة للزعماء الاسرائيليين قبل ستة أسابيع من الانتخابات العامة.
ومن ناحية أخرى تعهدت اسرائيل بوقف الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على اسرائيل ولا تريد أن تنسحب دون انجاز هذه المهمة.
وقالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية للصحفيين الخميس انه يجري تقييم الخطوة التالية بشكل مستمر.
وجرى نفي تقارير أفادت بأن قادة الجيش حصلوا على ضوء أخضر للمضي قدماً في الهجوم البري في الوقت الذي يختارونه.
كيف ستحاول حماس التصدِّي لتوغل؟
يعتقد أن الحركة زرعت ألغاماً ونصبت شراكاً في أرجاء قطاع غزة لاستخدامها ضد المدرعات والمشاة ولدى حماس عدد لا يقل عن 25 ألف مقاتل مدرب.
وغزة واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على الأرض، وقد تواجه اسرائيل حرباً صعبة في المناطق الحضرية في مواجهة مع قوات حماس الذين يعرفون طريقهم في متاهات الشوارع والطرق الخلفية.
هل لا يزال التوصل الى هدنة ممكناً؟
حثَّت كل من الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية وروسيا وتركيا على وقف لاطلاق النار.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان واشنطن تعمل على التوصل الى هدنة مستمرة وأصرت على ضرورة أن تتوقف حماس عن اطلاق الصواريخ أولاً.
وقالت انها لا تعتزم زيارة المنطقة.
ومن المقرر أن يبدأ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مهمة سلام الاثنين كما انه من المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى القدس.
ورفضت اسرائيل نداءات لوقف اطلاق النار لمدة 48 ساعة للسماح بدخول مساعدات انسانية قائلة انها تسمح بدخول كميات كافية من الطعام والدواء.
ولكن الزعماء منقسمون بشأن المسار الذي يتعين اتخاذه في أعقاب هجوم بري محتمل.
ويقول البعض ان وقفاً لاطلاق النار تدعمه الأمم المتحدة والقوى الكبرى سيكون الافضل.
ويقول آخرون انه سيقيد فحسب أيدي اسرائيل اذا استمر اطلاق الصواريخ.
ويعتقدون أن المسار الافضل هو وقف لاطلاق النار من جانب واحد ولكن عندما تقتنع اسرائيل بأن زعماء حماس تلقوا الرسالة التي مفادها "ابدأوا من جديد وسنضربكم من جديد".
المصدر : الحقيقة الدولية – الرصد الاخباري 3.1.2009
المفضلات