يجمع محللون فلسطينيون على افتقار السلطة الفلسطينية والعرب لأي خيارات سوى استئناف المفاوضات، مباشرة كانت أو غير مباشرة، مؤكدين غياب إستراتيجية فلسطينية بديلة يمكن الاتكاء عليها عربيا.
وبينما توقع بعضهم -في أحاديث منفصلة للجزيرة نت- التوصل إلى حل وسط، بمعنى رفض المفاوضات المباشرة، والإبقاء على المفاوضات غير المباشرة، أكد بعض آخر وجود ضغوط أميركية وأوروبية على لجنة المتابعة العربية وعلى الرئيس الفلسطيني.
أما عن مضمون خطاب الرئيس محمود عباس، في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول، الذي أُعلن أنه سيتضمن قضايا هامة، فاستبعد محللون إمكانية استقالة الرئيس، أو إحداث اختراق في ملف المصالحة.
خليل شاهين: لا نية لدى السلطة لبحث أي خيار بديل عن التفاوض (الجزيرة نت)
التفاوض فقط
ويرى المحلل السياسي خليل شاهين أن موقف لجنة المتابعة العربية في اجتماعها بعد أيام يتوقف على الموقف الفلسطيني من المفاوضات، مستبعدا وجود خيارات لدى الرئيس والفريق المحيط به "غير التفاوض".
وأضاف أن الموقف الفلسطيني لا يزال يراهن على إمكانية استئناف المفاوضات، موضحا أن أي خيارات فلسطينية بديلة تتطلب "طرح هذه الخيارات على الهيئات الفلسطينية والفصائل والمجتمع المدني لمناقشتها".
وشدد على أن "غياب النية والإرادة في البحث عن الخيارات البديلة يُبقي الخيار الوحيد المطروح هو خيار العودة للمفاوضات مع محاولة تحسين شروطها"، مرجحا توجه الموقف الفلسطيني نحو صيغة "لا مفاوضات مباشرة في ظل الاستيطان".
وأضاف شاهين أن هذه الصيغة تعني "تجميد المفاوضات المباشرة دون الانسحاب الكامل منها"، لكنه توقع انهيار العملية التفاوضية مستقبلا "وعلى الأرجح عند بحث قضية الحدود، لأنه لا توجد حكومة إسرائيلية قادرة على اتخاذ قرار الانسحاب من الأراضي المحتلة".
أما المحلل السياسي خالد العمايرة فتوقع ضغطا عربيا على الرئيس وعلى لجنة المتابعة العربية "حتى يعود للمفاوضات، حتى لو لم تقم إسرائيل بتجميد الاستيطان"، متهما الأنظمة العربية بالرغبة في التخلص من "عبء" القضية الفلسطينية بأي ثمن.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية ترجع للأنظمة العربية "من أجل الحصول على تبرير لمخططات أو تنازلات عميقة لا تجرؤ على مكاشفة ومصارحة الشعب الفلسطيني بها".
إلى ذلك يرى الكاتب الصحفي راسم عبيدات أن ضغوطا أميركية وأوروبية تمارس على السلطة الفلسطينية وعلى لجنة المتابعة العربية، وتحديدا على دول "الاعتدال العربية" بهدف إيجاد مخرج لاستمرار السلطة في المفاوضات.
خالد العمايرة: الأنظمة العربية ترغب بالتخلص من "عبء" القضية الفلسطينية بأي ثمن(الجزيرة نت)
استيطان ناعم
وقال إن المخرج يتمثل في "موافقة إسرائيل على استيطان ناعم أو مهذب، أي بناء 1200 وحدة سكنية في إطار المستوطنات التي ستبقى تحت سيادتها، مقابل ضمانات أميركية واسعة لإسرائيل".
واستبعد عبيدات تخلي السلطة عن خيار المفاوضات "لأنها لم تبن إستراتيجياتها على أي خيار آخر"، مشيرا إلى أن الجهود منصبة على "كسر الهوة مع الجانب الإسرائيلي والموافقة الشكلية على تمديد التجميد شهرا أو شهرين".
أما عن توقعات المحللين من خطاب الرئيس، الذي أُعلن أنه سيتضمن قضايا هامة، فتحدث شاهين عن مؤشرات بشأن المصالحة، واستعادة الوحدة "لكن ضمن احتفالية للتوقيع على الورقة المصرية، دون أن تُستكمل باستعادة الوحدة الوطنية".
ولم يستبعد أن يقدّم الرئيس استقالته كما أشارت بعض المصادر، وتساءل "هل سيستقيل كرئيس للسلطة أو من كافة مناصبه بما في ذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية؟".
وأضاف أنه يجب عدم "التفكير في خيارات الخلاص الفردي من قبل الرئيس، لأن المطلوب هو التفكير في خيارات خلاص وطني لمجمل الشعب الفلسطيني"، محملا الرئيس "مسؤولية إدخال الحالة الفلسطينية في عملية تفاوضية عبثية".
وفي حين استبعد عبيدات، استقالة الرئيس أو إحداث أي اختراق في ملف المصالحة، توقع العمايرة، أن يهدد عباس بالاستقالة "وربما يسير خطوة متقدمة إلى الأمام في صورة تشبه "ما كان عليه الأمر قبل سنة عندما هدد بالاستقالة بعد انتهاء مدة رئاسته دستوريا".
المصدر: الجزيرة
المفضلات