هل يشفى مريض القلق النفسي ؟
د. نايف الرشيدات
اختصاصي الطب النفسي ( العلاج السلوكي )
يختلف سير مرض القلق النفسي حسب الفرد ، فمن نوبة واحدة لمدة قصيرة تختفي دون عودة خصوصا في الشخصية السوية ، الى مرض مزمن لا يستجيب لكل انواع العلاج في الشخصية العصابية وبين هذين النوعين يوجد الكثير من المرضى الذين يتعرضون لنوبات من القلق النفسي بين كل فترة وأخرى يتخللها فترة من الصحة النفسية السليمة .
ومن الخبرة العيادية والمتابعة لمدة ثلاثون عاما، لحالات القلق يمكن القول فيما يتعلق بمصير القلق النفسي في المجتمع الشرقي «وخاصة الاردن « ان حوالي ثلثي المرضى يشفون او يتحسنون تحسنا ملموسا ،مع التعرض احيانا لنوبات خفيفة من المرض خلال ثلاث سنوات ، ومن اكثر الحالات صعوبة في العلاج وعرضة ان تكون مزمنة :
حالات الخوف وخاصة من الاماكن المتسعة ، والخوف من الموت ، والخوف من الامراض المستعصية والخبيثة .
يجب الاستمرار في العلاج لمدة طويلة ، ويوجد الكثير من العوامل التي تؤثر في سير المرض ومن العوامل الهامة التي تحسن وضع المرضى : وجود تاريخ عائلي سوي مع اختفاء الاعراض العصابية في العائلة .
و شخصية متكاملة ثابتة سوية قبل المرض،مع عدم تعرض المريض لاي اضطرابات نفسية سابقة قبل مرضه الحالي .ومدى حدة بدء المرض اي ان الاعراض بدأت فجأة ،ومستوى ذكاء فوق المتوسط .
اما الاعراض التي تسيء لوضع المرضى فهي وجود تاريخ عائلي واضح للعصاب مع شخصية عصابية معرضة لنوبات متكررة من الاضطرابات النفسية ، وزحف المرض ببطء على المريض
وطول مدة المرض ، فكلما طالت مدة الاعراض قل الامل بالشفاء، بعض الاعراض العيادية مثل توهم العلل البدنية ، الانانية ، الادمان ، الاعراض القهرية المتعددة ، اعراض الهستيريا الانشقاقية وحالات المخاوف المرضية الشديدة
المفضلات