كريمان الكيالي - الاتيكيت فن جميل يتجاوز وضع فوطة على الحجر وتناول الطعام بالشوكة والسكين ، أو افساح المجال لسيدة بالمرور، يتسع لكل المفردات الحياتية، وفي المقدمة كيفية التعامل مع الاخرين، ضمن اطر من التهذيب واللباقة واللطف.
وما بين مفهوم يرى فيه اسلوب حياة يساعد الناس على الانسجام مع بعضهم البعض، ومراعاة مشاعرهم واحوالهم ومستوياتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية ، هناك من يعتبر الاتيكيت قوة مؤثرة تشكل احد اهم مفاتيح الشخصية ، بل ويمكن من خلالها كسب ود الاخرين واحترامهم الى ابعد الحدود او العكس.
وفي صورة يراها البعض تتناقض مع قواعد الاتيكيت ،درج كثير ممن هم في سن الشباب على اطلاق ألقاب عشوائية مثل « خالتي « «خالتو» «عمو « على سيدات ورجال وبأعمار متفاوته دون سابق معرفة او علاقة قرابة تؤكد جدية هذه الألقاب.
ولأن العمر قضية حساسة بالنسبة للمرأة ، تبدوالنساء اكثر انزعاجا من هذا الموضوع ،وتقول «نوزت 39عاما « لا ارى في ذلك مزيدا من الاحترام، بل ابتعادا عن الاتيكيت الذي يجب ان يتوازى مع رقي المجتمع وتقدمه ، فهناك مفردات مناسبة اكثر عند التعامل مع الغرباء، مثل «مدام او سيدة او سيد او استاذ .
وتضيف : يستفزني ذلك كثيرا ،عندما اكون برفقة زوجي، بخاصة اذا كان من يطلق علي هذا اللقب في اواخر العشرينات او بداية الثلاثينات ، فلست كبيرة الى هذا الحد ، ثم ان ابنائي في سن صغيرة جدا !!
وتقول» ام يزن» لم ابلغ بعد السن، التي تجعل كثيرين يصرون على مناداتي ب «خالتي «، فأنا ابدو اصغر بعشر سنوات او حتى اكثر من عمري الحقيقي ، لم اتجاوز بعد الخامسة والاربعين ، وأكبر ابنائي مازال في التاسعة من العمر، وباعتقادي ان من يريد ان يطلق العنان لهذه الالقاب عليه ان يكون منطقيا الى حد كبير.
وتضيف: لا اقصد بذلك ابناء الاقارب والصديقات، بل هؤلاء الاغراب الذين نتعامل معهم بالطبع، مثل الموظفين والباعة في المجمعات التجارية او الدكاكين او .. ،ولا ادري ان كان هذا ما يعتبرونه احتراما، ام انهم يريدون ان يؤكدوا وباصرار، بأنهم الجيل الاصغر واننا الاكبر!!
وتصف «ختام 32عاما « هذه المواقف بالمحرجة ،وتقول ان كثيرين يصرون على مناداتها ب»الخالة « وتقول : ربما لأنني سمينة وابدو اكبر من سني، لكن هذا ليس مبررا على الاطلاق ، هذا الموقف يضايقني جدا ، بخاصة وانني غالبا ما اكون مع صديقاتي ، لا يتعرضن لذلك مع انهن في مثل سني.
وتحاول اختصاصية علم اجتماع» سامية « أن تجد تفسيرا لغضب النساء من هذه الالقاب وتقول: الاهتمام الكبير بالشكل ومظهر النساء هذه الايام يساعد ان تبدو الواحدة منهن، اصغر بكثير من اعمارهن الحقيقية، ولذلك فان مناداتهن ب»الخالة « له تأثير سلبي كبير ويضايقهن الى حد كبير.
وتضيف : حتى نكون منصفين ، علينا ان نقر بان اطلاق لقب «خالتي او عمي « يأتي من باب اننا مجتمع له عاداته وتقاليده، التي تربينا عليها ونحترمها ،وقد تعودنا ونحن صغار ان نغدق هذه الالقاب ،بلا مقابل دائما على من هم اكبرمنا سنا.
اما الرجال وخاصة ان الشيب يفصح عن اعمارهم، او يمنحهم سنا اكبر فيستنكرون ايضا لقب «عمي « ،ويقول « ابو رائد 44 عاما « لا يعجبني ان يناديني الشباب او الصبايا ب»عمو» ، فابنائي مايزالون في المرحلة الابتدائية ،والمسموح لهم بان يطلقوا علي هذا اللقب ،هم من في عمر اطفالي فقط.
ويضيف : كلنا نرغب في ان نبقى شباب ، يضايقنا ان يجعلونا نكبر قبل الاوان ..أليس كذلك!!
المفضلات