الدوحة - إسماعيل طلاي
حذر أطباء من أن أكثر من %50 يعانون زيادة في الوزن بالعالم العربي بين الجنسين، بينما ما يقارب %85 من مصابي السكري النوع الثاني هم من الذين يعانون من زيادة في الوزن، السمنة أو السمنة المفرطة.
وجاءت تحذيرات الخبراء في مداخلات اليوم الثالث والأخير من المؤتمر العالمي الأول حول السكري وأمراض الغدد الصماء، بفندق الشيراتون.
وتحدث الدكتور: خالد الربيعان أستاذ طب مساعد عن انتشار السمنة في الوطن العربي، مبينا أن كلمة «السمنة» تستخدم لوصف الأشخاص ذوي الوزن الزائد منذ آلاف السنين، كما كانت تعني لدى قدماء اليونان الإفراط في تناول الطعام أو الرغبة الملحة في تناول الطعام.
أما في العالم العربي، فقد اعتبرت السمنة إحدى علامات الجمال لدى المرأة. واستمر ذلك حتى عام 1908، حيث غير المصمم الفرنسي (بول بويريت) هذا المفهوم، إذ قدم للعالم نظرة جديدة للجسد المثالي، حيث اعتبر أن الدهون في جسم المرأة تجعلها تظهر بمظهر غير عصري، وعلى الصعيد الصحي شكلت السمنة مشكلة كبيرة ناتجة عن الزيادة في تناول الطعام والإقلال من ممارسة التمارين الرياضية، مما يستدعي البدء في تغيير نمط الحياة اليومية إلى طريقة أكثر صحة.
ولفت الدكتور إلى أن علم الأوبئة في العالم العربي بين أن عدد المصابين بالوزن الزائد في العالم العربي يتجاوز %50 من الجنسين، وتعد هذه النسبة الأعلى في العالم.
ولوحظ أن المشكلة تكثر لدى من تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 65 عاما، وتتركز في الإناث، كما تنتشر في المدن المتحضرة مقارنة بالمناطق الريفية.
كما أظهرت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين السمنة والأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وغيرهم، مشيرا إلى أن نتائج التقييم الذاتي للوزن أثبتت أن أكثر من %50 من أصحاب الوزن الزائد من الذكور والإناث يعتبرون وزنهم منخفضا، وحوالي %80 ممن يعانون من السمنة يعتقدون بأنهم من ذوي الوزن المثالي.
ولذلك فإنه يجب أخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار عند إطلاق برنامج وقائي من السمنة والوزن الزائد، لأنها توضح نظرة المجتمع العربي الخاطئة لمفاهيم الوزن.
من جانبه، قال د. أسامة حمدي من الولايات المتحدة الأميركية في مداخلة له حول إدارة الوزن في مرض السكري خلال الفحوصات السريرية اليومية، إن «ما يقارب 85% من مصابي السكري من النوع الثاني هم من الذين يعانون من زيادة في الوزن، السمنة أو السمنة المفرطة، وترتبط العوامل الجينية والهرمونية بالإصابة بالسكري، لذلك تعتبر حالياً هدفاً يجب التدخل فيه. وحسب الدراسات، كما في دراسة (Look AHEAD) ، تبين أن تقليل الوزن لدى مصابي السكري من الممكن أن يجعل الحالة مستقرة لمدة قد تصل إلى أربع سنوات، ويحسن من اضطرابات الأيض والأوعية الدموية لدى مريض السكري من النوع الثاني .
)لماذا الانتظار؟)
هي حملة علاج مكثف، للوصول إلى الوزن المثالي، وهي نموذج وضع خصيصا لمرض السكري من أجل السيطرة على الوزن، من خلال التجارب العلمية، ومن خلال التجارب اليومية، ثم الوصول إلى تقنيات جديدة لتقليل الوزن.
وخلال السنوات الخمس كان معدل خفض الوزن حوالي 11 كيلو غراماً مع الحفاظ على نقصان 6 و7 كغم لمدة 3 سنوات .
وارتبط هذا البرنامج كذلك بتقليل %27 من تكاليف الرعاية الصحية، و%44 من كافة تكاليف المتعلقة بالسكري.
وتمكن مرضى السكري الذين أتموا هذا البرنامج من تقليل علاجات السكري نحو %50. وحوالي %80 من المشاركين الذين تمكنوا من تحقيق نسبة أقل من %7 لفحص A1C و%7 وصلوا إلى نسبة أقل من %6.5 بالنسبة لـ A1C، بعد تقليل الوزن من خلال هذا البرنامج الذي أظهر الكثير من التحسن في نسبة قياس ضغط الدم.
بدوره تحدث أنريكي كاباليرو عن الأدوية الحالية والجديدة المتاحة لمرضى السكري من النوع 2، وقال في نص مداخلته: «يعد شرح ماهية مرض السكري من النوع 2 معقدا، وينطوي على عيوب تصاعدية في العديد من الأجهزة. وغالباً ما يتطلب علاج هذه الحالة تدخل الأدوية والعقاقير أو العلاج بطرق غير دوائية تتمثل في اتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية».
وبين الدكتور أنه توجد حالياً العديد من الاختيارات الدوائية للمصابين بالسكري من النوع 2، إذ في العقود الماضية كانت لدينا بعض الأدوية المهمة مثل metformin، sulfonylureas والأنسولين.
وفي غضون 10 حتى 15 سنة الماضية، شهدنا إدخال فئات جديدة مثل glinides، alpha-glucosidase، thiazolidinediones وbile-acid sequestrants، وفي الآونة الأخيرة ظهر لدينا عقار يسمى GLP-1 analogues and DPP-IV inhibitors.
كما توجد فئات أخرى من الأدوية الحديثة، مثل SGLT2 inhibitors، dual PPAR agonists، والعلاجات الجديدة التي تعتمد في مفعولها على incretin، وتتراوح هذه الأدوية في سرعة المفعول.
كما سيتم قريباً إدراج العلاجات التي يمكن تناولها عن طريق الاستنشاق لتوفير نهج أكثر شمولا لمعالجة هذا المرض.
المفضلات