الحقيقة الدولية – عمان
عذر اقبح من ذنب هذا هو العنوان الرئيسي لاجتماع ما يسمى بمجلس شورى "اخوان الأردن" عندما برر رفع شعار "اسقاط النظام" خلال احداث الشغب الاخيرة، التي وقعت في المملكة على اثر رفع الدعم عن المشتقات النفطية، بان بعض شباب الجماعة رفعوا هذا الشعار بشكل انفعالي ولم يكن مدروسا، في محاولة من المجلس لتبرئة قياداته من محاولة الانقضاض على البلاد في ظرف دقيق يتطلب من الجميع ضبط النفس، لما فيه خير الوطن، وليس الانفلات الى ما لا يحمد عقباه بحسب تهديد جماعة "الاخوان" انفسهم.
وهنا نؤكد ان "شباب الاخوان" لم يجرؤا على الهتاف بهذا الشعار الا بعد ان قال زكي بني ارشيد من على دوار الداخلية بان "البلاد يقودها الغربان ويحكمها الفئران"، وأن هذه العبارات منحت الضوء الاخضر للانفلات في اول فرصة، التي جاءت خلال احداث الشغب الماضية.
كما نؤكد وبحسب ما نشرته قناة "الجزيرة" وهي بوق "الاخوان" والتي تنطق بلسان حالهم، ان هذا الشعار رفع خلال الفترة ما بين 13 – 17 نوفمبر، ونسأل هنا ببراءة لماذا ظهر هذا الشعار فجاءة، واختفى فجاءة، الا يدل هذا على ان هناك جهة منظمة تنظيما شديدا هي من رفعته، وعندما شعرت ان حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، وانها لم تتمكن من تثوير الشارع الاردني، تراجعت، وحمّلت المسؤولية لبعض الكوادر التي قال مجلس شورى الجماعة انهم منفعلون بسبب رفع الاسعار.
ونسأل، كيف يمكن لجماعة غير قادرة على ضبط كوادرها، ان تطالب بحكم البلاد والعباد، وان هؤلاء الكوادر من الممكن ان يفعلوا أي شىء في لحظة انفعال، ومنها المطالبة بإسقاط نظام بلادهم، فهل نرى على سبيل المثال مليشيات مسلحة تفعل ما تشاء تحت ستار لحظة الانفعال.
"اخوان الأردن" خلال الاحداث الاخيرة حرضوا، وصبوا الزيت على نار الاحتجاجات ومارسوا انتهازيتهم طلبا للسلطة والشهرة، عندما ظنوا ان الفرصة مواتية للانقضاض على أمن البلد واستقراره وتعريض نسيجه الوطني للانقسام والتصدع والعبث بانجازاته ومواقفه وسمعته الدولية والاقليمية، ولكن ذكاء الاردنيين وإدراكهم ان المشكلة التي تعاني منها البلاد اقتصادية، وليست سياسية، وبالتالي فان الحلول اقتصادية وليس "اسقاط النظام" كما يحاول "الاخوان" الترويج له.
المفضلات