سأستغل الأجواء التفاؤلية التي هبت مساء الخميس إثر اعلان المستشارة الاعلامية بثينة شعبان لمجموعة من التوجهات الهامة ، التي ترجمت بعد انتهاء مؤتمر صحفي عقدته الى قرارات بدأت تصدر تباعاً .
والقرارات التي صدرت من فورها تلك التي يمكن ان يتم تنفيذها بشكل سريع مثل رفع الرواتب والاجور وتخفيض الضرائب .. وهذا يشكل واحداً من احد عشر قراراً معلناً ، بالاضافة الى قرارات تم الاشارة الى انها ستصدر الاسبوع القادم و تصب أيضاً في سياق تلبية مطالب الجماهير.
طرح احد الصحفيين في المؤتمر سؤالاً هاماً عن التنفيذ ، واكدت المستشارة الاعلامية بثينة شعبان بأن التنفيذ سيكون فورياً وخلال الاسبوع القادم.
في قراءة سريعة للقرارات التي صدرت بإطار عام ، ومع التركيز على عنصر الوقت ، سنتبين ونتفق على أهمية بعض البنود التي طرحت ، او ربما جميعها اذا اخذنا انعكاسها على فئات الشعب المختلفة.
فهذه القرارات اذا تم تأطيرها وتحويلها الى خطة عمل مرفقة بجدول زمني يحولها الى نتائج ملموسة ستفرز نقلة نوعية على المستوى المعاشي والسياسي في الواقع السوري.
و لكن اذا .. أداة شرط يأتي ما بعدها من مقطعين يلزم تحقيق المقطع الاول منهما ، لينتج ما يشير إليه الآخر.
وسأستخدم السماحية التي اشارت اليها المستشارة الاعلامية ، في كون انه لا يوجد ما لا يمكن نقاشه من هواجس ومشاكل المواطنين السوريين ، لاتوقف عند موضوع التنفيذ ...تنفيذ هذه القرارات لنحصد منها النتائج..
اعتقد بان كل السوريين لديهم تخوف من ان لا يكون التنفيذ على مستوى القرار مرة اخرى ، وهذا التخوف يأتي تحديداً من عدم امتلاك الجهاز التنفيذي القدرة والكفاءة لقطف ثمار هذه القرارات الهامة ، وبرأيي ان اعلان هذ التخوف في هذا الوقت ذو فائدة عظيمة.
وفائدته تأتي من تحميل الاجهزة التنفيذية المسؤولية ليكونوا على مستوى القرار السياسي في هذه المرحلة الدقيقة والحرص بأن تكون المخرجات من هذا المدخل الهام تحقق اكبر جدوى ممكنة.
في الحقيقة طالما أجهضت الاجهزة التنفيذية قرارات هامة وحيوية ، واحدثت فيها ( للقرارات ) تحولات ( بيولوجية وراثية ) فخلقت منها كيانات مشوهة زادت اعباءنا اعباءً ومشاكلنا مشاكل.
كثير من الخطط والهيئات والاستراتيجيات التي تحمل قيم نظرية غاية في الاهمية وكان يؤمل منها تحقيق نتائج عملية كبيرة وضخمة ، تداعت وتقلصت بعد ان تم تضخيمها إعلامياً وأصبحت على مستوى التنفيذ ركاماً مركوناً في احد زوايا الفشل الاداري الذي نعاني منه في كل المرافق.
أكدت المستشارة الاعلامية بثية شعبان في ردها على احد الاسئلة (بما معناه ) بأن سوريا دولة ولديها امكانات هائلة ولديها القدرة على الضبط والحفاظ على أمن الوطن والمواطن.
وانا ادعو من هنا لكي نستخدم امكانيات المراقبة والضبط هذه في مراقبة تنفيذ ما تم إقراره وملاحقة ومعاقبة كل من يكون سببا في إجهاض او حرف قرار صدر وتعلقت به آمال الملايين عن مساره.
واستخدام الشدة والحزم مع هؤلاء ( الفاشلين في تنفيذ مهامهم ) مهما كانت مبرراتهم سواء كانوا فاسدين ، غير مسؤولين ، او عديمي الكفاءة.
لانه آن لنا ان نهتم بالنتائج ، وهؤلاء الذين لا يحرصون على حصد النتائج لتلبية احلام الجماهير وقرارات القيادة هم اشد خطراً على المجتمع من اي تهديد اخر يمكن ان نتعرض له.
سنفتح صفحة جديدة مع سجل الاصلاح ننقل اليها الانجازات ونسقط منها الاخفاقات ونبقي في اذهاننا العِبر ونضع كل خطوة باتجاه التنفيذ هذه المرة تحت النظر ..
ويبقى الامل في ان يُترك لنا كامل الحرية في أن نُشير بصوت مرتفع الى سارقي أحلامنا وآمالانا عند ضبطهم .. " حرامي .. حرامي"..؟! حتى يكتبُ لنا الله في معركتنا هذه النجاح و النصر.
المفضلات