جراسا نيوز -
مخطئ من يظن ان العنف المجتمعي والذي تزايد خلال العامين الماضيين لم يتحول الى ظاهرة بعد وانه لا بد من التعامل معها بطرق اكثر ذكاءا ونجاعة من المحاولات البائسة التي قامت بها الحكومات المتعاقبة بالايحاء ان هذا العنف هو مجرد حوادث فردية ليس لها علاقة بالسياسات العامة لهذه الحكومات وتأثيرها على المواطنين او بالظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية داخليا وخارجيا.
وما ارتفاع منسوب العنف بالفترة الاخيرة الا دليل واضح على ان الامور في طريقها الى التعقيد وليس الحل كما يعتقد البعض, مع احترامنا لجميع محاولات نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس سعد هايل السرور لان الفترة الزمنية التي استلم خلالها الوزراة قصيرة لعلاج الداء الذي اصبح يشكل صداعا مزمنا للدولة الاردنية بكافة مكوناتها ونحن نعرف قدرات الوزير السرور في ايجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة واقتلاعها من جذورها لانه ليس من النوعية التي تقوم بترحيل المشكلات ليتحمل اخرون مسؤولية حلها , والشاهد على ذلك احتوائه لاحداث معان الاخيرة بعبقرية فذة وبأسلوب حضاري حفاظا على امن الوطن وامن اهل معان في الوقت ذاته.
عندما يهتف مواطنون في ذيبان والكرك في ذات اليوم مطالبين باسقاط حكومة سمير الرفاعي وقبلهم كان المعلمون يطالبون ومن امام مجلس النواب برحيل الحكومة نرى مقدار السخط الشعبي على هذه الحكومة ممثلة برئيسها سمير الرفاعي محملة اياه الاسباب الرئيسة التي تقف وراء ضيق الحال وتزايد احداث العنف نظرا لما قامت به هذه الحكومة من اجراءات خلال عام واحد من عمرها دفعت المواطن الاردني البسيط الى زاوية حرجه مراهنة بشكل كبير على صبره الذي قد يتحول بين ليلة وضحاها الى غضب عارم في حال استمرت في تطبيق معادلة اذن من طين واذن من عجين حينما يتعلق الامر بمطالبة المواطنين من الحكومة الكف عن البحث في جيوب المواطنين الفارغة اصلا لسد عجز هنا او قرض هناك .
قبل ايام قابلت صدفة عدد من المواطنين من ابناء العشائر الاكثر ولاءاً وانتماءاً للنظام والدولة واستغربت عندما قال احدهم : ( الحمد لله ان المطر لم ينزل كثيرا وان البرد لم يكن قارصا, فسألته لماذا؟! فقال: لا كاز في الصوبة وليس لدينا قدرة على شرائه وخصوصا ان حكومة الرفاعي تقوم برفع المحروقات كل شهر تحت حجة اعادة التسعير , فلو كان البرد قارصا فإننا سنضطر الى محاولة البحث عن طريقة لشراء الكاز وعندما لا نستطيع سنبدأ بشتم الحكومة ولكننا قد لا نستطيع السيطرة على شبابنا وابقاء الامر في اطار الشتم والعاقل يفهم !! ).
قد يقول قائل انني اقوم بالتنظير ! وقد يقول اخر انني اخوض مع الخائضين في هذا الموضوع! ولكن في الحقيقة انا ليس لدي حلول ولست في موقع يسمح لي ان اضع حلولا ولكنني اقول فقط انني كمواطن اردني احذر الحكومة تحديدا واطلب منها ان تتقي الله في هذا المواطن وان لاتقوم بدفعه دفعا الى الزاوية مرة اخرى وان لا تراهن كثيرا على صبره وما هتافات الكرك وذيبان الا تمرين بسيط لم قد سيحدث في القادم من الايام ان لم نجد حلولا وحلولا منهجية ونهائية وسريعة في آن واحد والله من وراء القصد .
د. محمد الديري
المفضلات