المواقع الالكترونية وكتابة المقال
عبد الهادي راجي المجالي - من الصعب ان تصبح «طوبرجي».. لان لهذه المهنة شروطا وأخلاقيات فهي بالاضافة للجهد العضلي تحتاج الى معرفة بأساسيات وقوانين البناء.
ومن الصعب ان تصبح معلم (شاورما)، وحتى لو أردت ذلك فستحتاج الى وقت طويل جدا لتعلم قص اللحم ولف الخبز واحيانا قد تحتاج لسنوات حتى تتعود على (حرّ) النار.
ومن الصعب ايضا ان تصبح (ميكانيكي) فثمة علم ودراسة ومعرفة، وسنوات طويلة تمضيها في اكتشاف طريقة عمل المحرك ومحتوياته.
لكل مهنة في الحياة شروطها وقوانينها الا مهنة الكاتب، فالموظف وعبر المواقع الالكترونية يصبح في لحظة ما كاتبا وينتقد الحكومة، ومن الممكن ان يرسل معلم (أملشن) بمقال حادّ ضدّ حكومة الرفاعي.. مع صورته الجميلة ويطلب ان يكون العنوان باللون الاحمر.
ومن الممكن ايضا (لمسّاح) أراض ان يتحول لكاتب... ويشخص عجز الحكومة، وبما انه مساح يكيف مقاسات الارض بحسب (المتر) الذي يحمله... يكيف ايضا النحو بحسب مزاجه فيرفع المفعول وينصب الفاعل وربما يسكّن المبتدأ.. فالفكرة هي المهمة لديه.
علينا في المواقع الالكترونية ان نحاسب انفسنا قليلا... ليس على المواد التي يكتبها بعض الزملاء الذين لهم باع طويل في المهنة واعضاء في نقابة الصحفيين بل على الردح الذي يمارسه بعض من نفتح لهم قنوات اثيرنا.. وهؤلاء لهم اليد الطولى في تحريض البعض علينا او جرنا لخصومات لسنا بحاجة لها.
قبل ايام شاهدت مقالا في احد المواقع يتحدث عن عدم الانسجام بين افراد حكومة الرفاعي... والمشكلة ان كاتب هذا المقال (متخصص في شؤون التبريد والتكييف) واتذكر انه قبل عامين قام بتركيب (كوندشن) لمنزلي... كانت يده وهو يستعمل (الدرِل) تدل على احتراف وانسجام بين مقاس المثقب وعمق الحفرة ولان عمله قائم على الانسجام في الحفر... فقد تحول من معلم تبريد وتكييف الى محلل سياسي في شؤون الانسجام بين افراد الحكومة.
في النهاية يسجل للحكومة الحالية بان سائق تكسي يستطيع في عهدها ان يصبح كاتبا وينتقدها ويسجل لها ان مساح اراض متقاعد يستطيع ايضا ان يدل الدكتور رجائي المعشر على آليات حل مشكلة المعلمين .
نحتاح لميثاق شرف بيننا يحترم المهنة، ويمنع الدخلاء من ممارستها.. نحتاج ايضا ان نفهم معنى قيمة وهيبة القلم... فقد اصبح المقال مهنة متاحة لاي احد.. تستطيع من خلاله ان تنسف كامل النظيرات النحوية
المفضلات