رمضان والقرآن الكريم... :
يحق لرمضان أن يلبس تاج الشرف مفتخراً بما كرمه الله الكريم بنزول القرآن الكريم على نبي الله الكريم صلى الله عليه وسلم في ليلة من رمضان العظيم المبارك في ليلة الشرف والقدر والرفعة.
اختار الله هذا الشهر لتتصل بركات السماء بالأرض إلى قيام الساعة، لقد مات صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي وأكمل الله دينه وأتم نعمته على عباده، ولكن في رمضان وفي ليلة القدر يعود الاتصال والوصال المبارك بين السماء والأرض فينزل جبريل والملائكة في ليلة القدر. قال تعالى: "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر" سورة القدر.
رمضان أيها الإخوة دورة رمضانية كاملة وهو دورة لمراجعة القرآن وتفهم معانيه، فإن الأمة هجرت القرآن أحد عشر شهراً وهي تعود إليه في هذا الشهر المبارك ليبارك الله لها في عمرها ورزقها ورجوعها إلى الله بدراسة القرآن وتلاوته آناء الليل والنهار، فكل من لم يتدبر القرآن ليعلم علم اليقين أن على قلبه قفلاً لا يفتحه إلا الله، فليخلص النية وليفهم القرآن "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".
اعلم أخي أن القرآن يأتي يوم القيامة شفيعاً لك فاتخذه إماماً وحكماً، واستغنِ به عن كل حبيب سوى الله، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها، وذلك في جنان النعيم، وليكن تدارسك للقرآن بعزيمة أكبر مما سبق لأنك لا تدري أتعيش إلى رمضان القابل، وليكن لعينك دمعة خشوع ذلك حظها من القرآن، وفي هذا يكون قدوتك وأسوتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك، واعلم أن دمعة العين تحوي (5×10 وأمام العشرة ثمانية عشر صفراً) من الذرات.
واعلم أن دمعة عين من خشية الله تطفئ بحوراً من جهنم، وأن عيناً لا تمسُّها النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.
تذكر عظمة الله وأخشع قلبك لذكره وكرر قراءة الآية مرات حتى تستجلب العبرات وتهطل الدمعات، واحرص عند قراءتك للقرآن أن تكون كأنك تقرأ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الله يسمعك ويراك،
وإن بدأت بالقراءة من الفاتحة فبعد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين استشعر أن الله أذن لك بأن تحمده وأن تكون له من الحامدين، فكم وكم من عباده لا يستطيعون أن يقولوا الحمد لله..
تذكر قوله تعالى "وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون" "إن لدينا أنكالاً وجحيماً" "وآخر من شكله أزواج" "خذوا فغلوه ثمن الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه".
تذكر وأنت تقرأ والله يسمعك تقول "إياك نعبد وإياك نستعين"
هل أنت صادق في عبادتك؟ هل تأكل الربا؟
هل تمشي بالنميمة؟
هل أنت تعبد الله كأنك تراه؟
هل تستعين بالله في عبادته أم ترد العبادة إلى فضل منك فوالله لولا الله لما وفقت لعبادته، فعندما تذكر الله فهذا فضل من الله أن جعلك يلهج لسانك بذكره فاتق الله حيثما كنت.
واعلم أخي المؤمن إن أردت ختم القرآن فلتكن الختمة عند أول النهار في سنة الفجر، أو عند أول الليل في سنة المغرب،
فإن الله يهيئ لك سبعين ألفاً من الملائكة يدعون لك منذ ختمك للقرآن حتى آخر النهار إن ختمت في أول النهار وهكذا في الليل إن ختمت أول الليل، راجع كتاب فضائل القرآن..
واعلم أن لك دعوة مجابة عند ختم القرآن فحاول ان تسأل الله لك ولأهلك لعلها أن تكون ساعة إجابة وقتئذ.
منقول...
المفضلات