قلت : أين مرساك يا صديقي ؟!..
قـال: لماذا ؟ . .
قلت : لترسو سفينة قلبي فتأخذك .
قـال: إلى أين ؟ .
قلت : إلى عالم الحب والحقيقة .. إلى عالم العاطفة والفضيلة .
قـال: وهل عاملنا هذا غير ذلك ؟ . .
قلت :نعم ! . . .
قـال:كيف ؟! .. وعالمنا يوجد به حب .
قلت : إلى دنيا لا تلاعب فيها ولا خداع ولا تزييف ، إلى عالم المتحابين الصادقين ؟ ..
قـال: أوا نرحل سوياً إلى عالم الحقيقة ؟!
قلت : صديقي .. هلا سمعت نداء قلبي .. يناديك ويستنجد بك ! . .
قـال: من ماذا يستنجد بي ؟ ..
قلت : يستنجد من أشخاص ليس لهم في الصداقة إلا مصلحة ما ، ومن أشخاص لا يعرفون معنى الصداقة بأسمى معانيها ، ومن أشخاص ليس لهم سوى التلاعب بالصداقة . .
قـال:ألهذا الحد !.
قلت : يستنجد بك قلبي حتى لا يظل يشكو ويئن بحثاً عنك .
قـال:وعن ماذا يبحث أيضاً ؟!.
قلت : عن الصفاء والنقاء لكثرة ما لاقاه من آلام وأوجاع ، وانخداعه بالصداقة من أشخاص بلا مبالاة .
قـال:أتطمئن بي ؟!.
قلت : نعم .. بك أطمئن ، وتقر عيني عند رؤياك ، وتخمد بركان قلبي .. فأنت الأنيس والرفيق ، تجدد الأمل في الحياة تجعلها جنة من الصفاء والإخلاص ، وتجعل الابتسامة بين شفتي لا تفارقني ، وتنسيني آلام الهم والحزان ، وكل مشاكل الدنيا تحولها إلى أنس ومتعه وأفراح .
قـال: وأنا أيضاً أقول .. أين مرساك يا صديقي ؟!..
قلت : هاهنا .. هاهنا .. يا مرآتي التي أرى فيها نفسي ، وطبيبي المداوي لأهاتي وأوجاعي .
قلنا : بالحب نزرع الصداقة .. وبالإخلاص ننميها .. وبالشكر للرب نحصدها .
وأنتهى الحوار بأن سفينة القلب قي رست في مرسى الصديق ، ومرسى الصديق استقبل هذه السفينة ، وصدق فولتير حين قال : ( أيتها الصداقة : لولاكِ لكان المرء وحيداً ، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه ، وأن يحيا في نفوس الآخرين ) .
المفضلات