بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
" هلكت الرجال حين أطاعت النساء " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 625 ) :
ضعيف .
أخرجه ابن عدي ( 38 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 34 ) و ابن
ماسي في آخر " جزء الأنصاري " ( 11 / 1 ) و الحاكم ( 4 / 291 ) و أحمد ( 5 / 45
) من طريق أبي بكرة ، بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه ، عن أبي بكرة ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر خيل له ، و رأسه في حجر
عائشة ، فقام فحمد الله تعالى ساجدا ، فلما انصرف أنشأ يسأل الرسول ، فحدثه ،
فكان فيما حدثه من أمر العدو ، و كانت تليهم امرأة ، و في رواية أحمد : أنه ولي
أمرهم امرأة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره .
و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي .
قلت : و هذا ذهول منه عما ذكره في ترجمة بكار هذا من " الميزان " :
قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال ابن عدي : هو من جملة الضعفاء الذين يكتب
حديثهم ، و قال في " الضعفاء " : ضعيف مشاه ابن عدي .
قلت : و أنا أظن أن هذا الحديث عن أبي بكرة له أصل بلفظ آخر ، و هو ما أخرجه
البخاري في " صحيحه " ( 13 / 46 - 47 ) عنه : لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال : " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " .
و أخرجه الحاكم أيضا ، و أحمد ( 5 / 38 ، 43 ، 47 ، 50 ، 51 ) من طرق عن أبي
بكرة ، هذا هو أصل الحديث ، فرواه حفيده عنه باللفظ الأول فأخطأ ، و الله أعلم
.
و بالجملة ، فالحديث بهذا اللفظ ضعيف لضعف راويه ، و خطئه فيه ، ثم إنه ليس
معناه صحيحا على إطلاقه ، فقد ثبت في قصة صلح الحديبية من " صحيح البخاري "
( 5 / 365 ) أن أم سلمة رضي الله عنها أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم حين
امتنع أصحابه من أن ينحروا هديهم أن يخرج صلى الله عليه وسلم و لا يكلم أحدا
منهم كلمة حتى ينحر بدنه و يحلق ، ففعل صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى أصحابه
ذلك قاموا فنحروا ، ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطاع أم سلمة فيما أشارت
به عليه ، فدل على أن الحديث ليس على إطلاقه ، و مثله الحديث الذي لا أصل له :
" شاوروهن و خالفوهن " و قد تقدم برقم ( 430 ) .
المفضلات