احمد الزعبي
كلما استمعت الى كلام مسؤولينا، وتبريراتهم عن تفاقم المديونية ، وعن تألمهم المصطنع لوضع المواطن المعيشي طالبين منه ان يقبل بضرائبه التي صارت اكثر من كريات دمه البيضاء .. كلما زاد ايماني بالله... فالله الواحد الأحد، الفرد الصمد هو الذي "يمشّي" أمورنا وييسر معيشتنا ويتدبّرنا كما يتدبر الطير..أما هذه الأسماء التي يطبلنا بها الأعلام بالخطوط العريضة والمتوسطة على الصفحات الأولى ..فهي عاجزة أن تشرح مفهوم اقتصادي واحد يأخذه الطلاب بمساق "101" ، وقد "تمرض" إذا ما تعرضت لمأزق سياسي "زغنون" يتعاطاه السياسي المحنك كــ"مطعوم" مناعة لا أكثر.
أحياناً يتاح لنا ان نستمع لأحدهم وجهاً لوجه ..دون ان يتدخل صوت مذيع التلفزيون الذي يملأ مساحات الخبر بجمل وعبارات أراهن ان يكون هذا المسؤول قد نطقها او قاموسه اللغوي يحتفظ بمفردة واحدة منها .. بجلسة الواثق و بصوت الواعظ قال أحدهم في جلسة خاصة قبل ايام :على المواطن ان يتحمل معنا ، لا يوجد أمامنا بديل، اما ان نلغي السلع المعفاة و نرفع الضرائب..أو قد تواجهنا أزمات تدفع ثمنها الأجيال القادمة وذكر الحاضرين بما يجري في اليونان..وتباهى أن الحكومة استطاعت تقليص العجز من مليار ونصف، الى مليار و300مليون..طبعاً هذا التقليص لم يكن بسبب "شطارة الحكومة" وانما بفعل خاصية جلد المواطن المطاط.. يريدون من المواطن ان يتحمل أكثر !!
يا جناب حضرة عطوفة معالي دولة المسؤول: هل المواطن هو الذي خزق موازنتكم ، و"ركبّكم" ديون مليار ونصف في اثني عشر شهرا؟ اين ذهبتم بعوائد الضرائب وبيع الأصول والخصخصة؟ هل ترافق المواطن 20سيارة "فور ويل" اذا ما ذهب بزيارة مدتها 5 دقائق في مكان يبعد عن رئاسة الوزراء 5 كم؟ هل المواطن هو الذي "لهط" مؤسساتكم ، وفسد ، وجيّر ، وسرق ، وسافر ، وغطّى ، وشارك ، وتقاسم ،وحاصص، واستثمر في فلوس الدولة لحسابه الخاص، كل وزير يخرج من وزاراته يدخل قصره الخاص ، اشتهي ان ارى وزيراً واحداً يدخل "قصر العدل" او كما قال الماغوط .. يا جناب دولة معالي عطوفة حضرة المسؤول :المواطن تحمّل أكثر من حصته اضعافاً مضاعفة ، وجاء دوركم أنتم لتتحملوا ما يتحمله "من هو في موقعكم"..يا جناب دولة معالي عطوفة حضرة المسؤول: ايّاك أن تتخيل ان رواتب موظفي الدولة ونفقاتها الجارية وايراداتها العامة مدبّرة بسبب "خططكم" الحكيمة وايادي رفاقكم النظيفة، وعلاقاتكم الخارجية ...لا والله...وانما ببركة هالمواطن المسكين... وعيشي يا بلد..سارحة والرب راعيك..
المفضلات