العملاق بدأ يتململ.. بقلم: سمير محمد الصقور
بقلم: سمير محمد الصقور
شاهدنا هذا اليوم وسمعنا ما لم نكن نحلم في يوم أن نراه , ولم يكن في مخيلتي ابدا أن عملاق التربية والتعليم سيتململ ذات يوم ليصرخ وجعه ، حتى جاءت القشة القاصمة .
ما كان اليوم في بعض مدارس الأردن ما هو إلا بداية الصرخات ، التي سيتبعها العديد منها احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يحياها المعلمون في مدارسنا ، وقد تكلم الكثير من المعلقين والكتاب عنها ، وما أود قوله هو رسالة لأولي التخطيط والتشريع في الأردن لأن يعاودوا حساباتهم فيما يتعلق بوضع المعلمين على الصعيد المهني و الإجتماعي .
نقول لهم إن الشباب الذي بدأ يتخرج من الجامعات ، تربى على العديد من المفاهيم الجديدة لعل أبرزها هو (حقوق الإنسان ) وأحقية التعبير عن الذات والمطالبة بالحقوق حتى ولو كان خصمك هو القاضي ، فزمن الاستكانة والخوف بدأ بالزوال ، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ، هذا الشباب مستعد للقيام بأي شئ بمقابل الحصول على شئ ، هذا الشباب الذي بدأ يدخل عالم التربية والتعليم أمام خياران لا ثالث لهما :
إما المصادمة لتحسين الظروف المهنية ، وإما الإستقالة وكسر الجرة على أبواب الوزارة للبحث عن وظائف أخرى ، ولعلنا لو طالبنا الوزارة بالكشف عن أعداد المستقيلين منها أو الفاقدين لعملهم أو المستنكفين أصلا عن الانضمام إليها غير آسفين ، لوجدنا العجب العجاب الذي يكاد لا يخفى على أحد ، وما هي إلا سنوات قليلة حتى تودع الوزارة أبنائها ممن أدركوا التقاعد ، حتى تقف أمام الطوفان الذي سيغرقها ويغرق الطلبة والمجتمع بسبب قلة المقبلين على المهنة التي قيل في صاحبها كاد المعلم أن يكون رسولا ....
المفضلات