"مجموعة أهم الأحداث" : كلما تأملت ما يجري شرقا وغربا في عروش تهوى وأخرى تميل لا يفصلها عن قاع الهاوية إلا بعض الوقت ، تذكرت اليوم الذي سيخاطب فيه الله عز وجل من كان يظن في الحياة الدنيا أنه "ملكا" أو "ملك الملوك" أو بأوصاف وأسماء أخرى مختلفة في الشكل وموحدة في "السلطة و التسلط " ، ويقول لهم "لمن الملك اليوم" ؟
إني أرى ما يحدث الآن صورة مصغرة لذالك اليوم العظيم ، يوم ترى الناس من كل الأصناف من "ملوك" و"مملوكين" هائمين على وجوهم في أرض غير الأرض لا يفكرون في شيء إلا النجاة بجلودهم.
تذكرت ذالك اليوم وأنا أرى في حكام انتقلوا من قصور تجري من تحتها حياة البذخ تسقى من عرق وآهات شعوبهم إلى زنزانات وأقفاص يتقاسمونها مع المجرمين والخارجين عن القانون يتلقون التحذيرات من القضاة بان يلتزموا الهدوء و النظام وإلا سيرسلون إلا ما تحت تلك الأقفاص...
وآخرون تشبثوا بكرسي الحكم حتى تحول ذالك الكرسي إلى سرير مرض يحاكمون وهم نيام عليه وفشلت كل المحاولات لفك ذالك الالتصاق والانصهار الذي حدث بسبب طول مدة الجلوس عليه.
وآخرون هيام في الصحاري من ورائهم خصومهم يريدونهم أحياء أوأموات ومن أمامهم حدود مغلقة كانت بالأمس القريب مفروشة بأبسطة خضراء ...
وآخرون تنطبق عليهم قصص من التراث وبالخصوص "قصة الذئب"، الذي قيل له أن ما يفعلوه الوالدين يدفع ثمنه الأبناء، وفي اليوم التالي وقع في المصيدة فقيل له أنت تدفع الان ما فعلوه والديك ...
نفس استشارات والنصائح التي تقدم لهؤلاء الزعماء ، من طرف "الرؤوس المتزلفة" المحيطة بهم وتقوم تلك "الرؤوس " بإفهامهم بأن كل الناس حتى الذين مازالوا في أرحام أمهاتهم والراقدون فوق و تحت التراب "يموتون فيهم حبا" ومستعدين لفدائهم بأرواحهم ليبقون هم على كراسيهم ما بقوا على قيد الحياة.
ليكتشفوا بعد فوات الأوان أن عكس ذالك هو الصحيح ،وأن أفراح وأعراس تقام عند رحيلهم وتمزق صورهم وتداس بالأرجل وتحرق كل آثارهم ...
حمدان العربي الإدريسي
12.09.2011
المفضلات