سهير بشناق - لم يشكل العيد سوى فرصة حقيقية لهم لتعزيز نشاطاهم، فهم الاقدر- دوما- على اغتنام الفرص واستدرار العطف ،بوسائل تعدت حدود الكلام الى التظاهر بالمرض والعجز والاعاقة ، ليتمكنوا من الحصول على مساعدة الناس.
المتسولون غزوا عمان و بقية محافظات المملكة خلال عطلة عيد الفطر، لم يخل شارع او سوق او مطعم من وقوفهم او التجوال عبر الشوارع مما سبب ازعاجا واضحا للناس وشتت فرحهم .
المتسولون ومعهم اطفالهم ؛ لم يشعروا بمعنى العيد لانهم اعتادوا على البقاء بالشارع يشاركون اباءهم وامهاتهم مهنة التسول فالشارع عيدهم وما يحصلون عليه من مال ومساعدة من الاخرين تعني بالنسبة لهم الفرح لكنه فرح منقوص لان مكانهم ليس الشارع وعيدهم يجب ان يكون مختلفا لكن لا يمكن ان تكون حياتهم مختلفة وهم يشاهدون امهاتهم واباءهم يجولون الشوارع وينتظرون الاخرين امام المحلات والاسواق طالبين المساعدة .
وزارة التنمية الاجتماعية كثفت حملاتها خلال عطلة عيد الفطر بشكل واضح، ما اسهم في ضبط العديد منهم .
الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط اشار الى ان الوزارة عملت على تنظيم حملة بالتعاون مع وزارة الداخلية ومديرية الامن العام لمكافحة التسول تشرف عليها لجان مشتركة تنتشر في العاصمة واربد والزرقاء والرصيفة تبدا من الصباح وحتى منتصف الليل .
واضاف : ان الجديد في هذه الحملات هو ايداع المضبوطين من المتسولين، الى الحكام الاداريين لاجراء المقتضى الاداري والقانوني بحقهم والذي قد يكون توقيفهم في مراكز الاصلاح والتاهيل او ربط الافراج عنهم بكفالة قد تصل الى خمسين الف دينارا
وبين الرطروط ان الحملات تمكنت من ضبط اول ايام عيد الفطر 35 متسولا ومتسولة منهم 28 بالغا وبالغة و7 احداث مشيرا الى ان الوزارة استقبلت ايضا على صفحتها على الفيس بوك المعنونة « ب معا لمكافحة التسول وعلى ارقام هواتفها العديد من شكاوى المواطنين عن المتسولين
وقد ارتفع عدد المتسولين الذين تم ضبطهم في عمان والزرقاء واربد والرصيفة الى 67 متسولا ومتسولة بواقع 55 بالغا وبالغة يزيد سنهم عن 18 سنة، و10 أحداث.
التعامل الجاد مع المتسولين تبعا لاخصائيين اجتماعيين يحتاج لاجراءات صارمة لا تقف عند حدود ضبطهم فحسب بل تطبيق القانون وعدم استبدال العقوبات بكفالات خاصة عند المكررين منهم كي لا يصبح مهنة حقيقية يعتاشون منها
واشاروا ان التسول ليس حاجة انما هو سلوك حياة ومهنة للكثيرين بالرغم من عدم حاجتهم للمال فالبعض منهم له حسابات بنكية وعقارات وسيارات وهم يرفضون استبدال التسول بالمعونة الشهرية المتكررة لانهم يجننون من المال في التسول اضعاف قيمة المعونة
واكدوا ان استمراهم بالتسول هو مساعدة الاخرين لهم خاصة الاطفال الذين في نهاية كل يوم يسلمون ما حصلوا عليه من مساعدات لاسرهم
..عالم قائم بذاته ..سرق وشتت افراح العيد ، وبات التسول في ايام العيد من المظاهر بشكل ملحوظ وهو سلوك لن ينتهي طالما بقيت الاجراءات غير صارمة بحقهم وطالما بقي الاطفال يستغلون من قبل اسرهم لتغال طفولتهم فلا يشعرون بمعنى العيد ولا يعيشون سوى حياة الشوارع التي لن تقدم لهم سوى التشرد وتعلم كل ما هو سلبي .
المفضلات