عمان - طارق الحميدي - في انتظار ما سيخرج عن الدراسة الشاملة لإعادة هيكلة الرواتب ومؤسسات القطاع العام التي من المفروض أن تعرض على مجلس الوزراء اليوم استمرت نقابات مهنية في تصعيدها للمطالبة بتحسين أوضاع منتسبيها العاملين في القطاع العام.
وعلى الرغم من الوعود التي قدمتها الحكومة لهذه النقابات بشمول منتسبيها بنظام الرواتب الموحد للعاملين في القطاع العام وبتقارب الأرقام بين هذا النظام والانظمة التي قدمتها النقابات للحكومة إلا أن النقابات أعلنت أنها مستمرة في تصعيدها.
وتباينت حدة التصعيد بين نقابة وأخرى ففي حين لجأت نقابتا الأطباء وأطباء الأسنان إلى الإضراب والتوقف عن العمل أكدت نقابة الممرضين عن بدءها بتنفيذ برنامج تصعيدي ترتفع وتيرته مع الأيام بهدف تحقيق مصالح منتسبيها.
وكان وزير الصحة الدكتور ياسين الحسبان أعلن عن تشكيل لجنة متخصصة لإعادة دراسة نظام الحوافز والتعليمات بما يخدم مصالح الكوادر وتحسين الحوافز للاطباء.
كما أعلن الحسبان عن تقديم كل سبل الدعم المادي والمعنوي لهم عبر إجراءات وبرامج وخطط ترمي إلى النهوض بمستوى الخدمات الصحية وتطويرها.
أما نقابة الصيادلة فأظهرت مرونة أكبر في التعامل مع الحكومة وأعلنت على لسان نقيبها الدكتور محمد عبابنه أنها ستنتظر ما سيخرج عن النظام الموحد من أجل إنصاف منتسبي النقابة والنقابات الأخرى.
وكانت الحكومة طالبت النقابات بالعودة عن إضرابها وتأجيله لحين إقرار النظام الموحد وهو ما قوبل بالرفض من النقابات المصعدة التي أعلنت أن هذه الخطوات جاءت لكسب الوقت وللتملص من الوعود التي قطعتها الحكومة لتحسين أوضاع العاملين في القطاع العام.
وأكد نقباء للرأي أن رئيس الوزراء قال لهم خلال اللقاء الذي جمعهم الأسبوع الماضي أنه سيتم تسليم النقابات دراسة النظام الموحد التي تتعلق بمنتسبيها كل نقابة بشكل منفصل من أجل دراستها ومقارنتها بارقام النظام الخاص الذي تم تقديمه مسبقا للحكومة.
وينتظر اليوم النقباء لاختبار مصداقية الحكومة في معرفة ملامح النظام الموحد وكيف ينظر إلى منتسبي هذه النقابات وهل ستكون الأرقام متقاربة مع الانظمة التي تم تقديمها مسبقا.
وأعلن نقيب الأطباء الدكتور أحمد العرموطي في نهاية الأسبوع الماضي أن مجلس النقابة اجتمع مع لجنة الأطباء العاملين في القطاع العام لدراسة طلب الحكومة بتعليق الإضراب لمدة أسبوع من أجل إقرار النظام الموحد إلا أن العرموطي أكد أن الطلب قوبل بالرفض وما يزال الأطباء مضربين حتى تتحقق مطالبهم بالكامل.
وكذلك أعلنت نقابة أطباء الأسنان على لسان نقيبها الدكتور بركات الجعبري أيضا انضمامها للأطباء في الإضراب المفتوح عن العمل لتعمق من ألازمة وتضيف لها بعدا جديدا خاصة في الوقت الذي أكدت الحكومة للنقابتين أنها جادة في إنصاف الأطباء وأن النظام الموحد سينصف النقابيين بشكل عام.
ومن جهتها بدأت نقابة الممرضين برنامجها التصعيدي حيث اعتصم منتسبوا النقابة العاملون في القطاع العام يوم الأربعاء الماضي أمام رئاسة الوزراء بالمريول الأبيض من أجل الضغط على الحكومة لتنفيذ مطالب منتسبيها العاملين في القطاع العام.
وقال نقيب الممرضين خالد أبو عزيزة في وقت سابق للرأي أن النقابة غير معنية بنظام إعادة هيكلة الرواتب في مؤسسات القطاع العام الذي سيعلن عنه اليوم.
وأضاف أبو عزيزه ان المطالب الإدارية تتوازى مع المطالب المالية كونها تشكل احد أهم العوائق أمام مهنة التمريض في المملكة مؤكدا أن النقابة ماضية في تصعيدها.
وينتظر اليوم النقابيون جنبا إلى جنب مع موظفي القطاع العام لمعرفة شكل النظام الموحد خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية أصبحت صعبة وبحاجة لنظام جديد يراعي الغلاء الذي طال معظم السلع.
المفضلات