عمان - بترا - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني امس الأحد أنه وكلما كان هناك «جهد جدي في عملية السلام، يعود الحديث عن وهم ما يسمى بالوطن البديل»، مشددا جلالته على أن « الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين ولا شيء غير ذلك».
وتساءل جلالة الملك، خلال لقائه في المكاتب الملكية مع رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس المحكمة الدستورية، وأعضاء المكتب الدائم في مجلس الأعيان، وأعضاء المكتب الدائم في مجلس النواب، «إلى متى سيستمر هذا الحديث؟ وأقولها مرة أخرى وأؤكد: الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين. ولاشيء غير ذلك لا في الماضي، لا اليوم، ولا في المستقبل».
وأكد جلالته انه كان يرغب في مناقشة هذا الموضوع قبل مغادرته في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، غير أن جلالته آثر طرحه بعد عودته «حتى لا يقول احد انه بعد زيارتي لأميركا تغيرت الأمور وحدث أمر جديد».
وقال جلالته « قررت فتح هذا الموضوع بعد زيارتي «.
وتابع جلالته «للأسف، كما تلاحظون إنه كل ما كان هناك جهد جدي في عملية السلام، يعود الحديث عن وهم الوطن البديل، وكأنه السلام ... على حساب الأردن، موقفنا واضح وهو أن حديثنا سرياً أو أمام العالم، هو نفس الكلام».
وحول ما يروجه البعض لما يسمى بالوطن البديل، بين جلالة الملك «نحن نعلم كيف يحدث الموضوع منذ 15 سنة، أو أكثر، حيث تبدأ الأمور في فصل الربيع من خلال نفس المجموعة، الذين يشحنون المجتمع الأردني، وبحلول الصيف، يشعر الناس بالخوف. ما يضطرني إلى تطمينهم بخطاب أو بمقابلة صحفية، ولكن هذا العام، وللأسف، بدأ الحديث عن ما يسمى بالوطن البديل مبكرا».
وقال جلالته «للأسف نفس الجماعة الذين يعملون على هذا لا يقدرون الدعم المقدم للأردن والمصلحة الوطنية، وهذا ما شعرت به من كل الجهات التي اجتمعت معها في أميركا ومن الرئيس أوباما تحديداً أو من الطرف البريطاني».
ووصف جلالته ما تقوم به هذه المجموعة «بالفتنة»، مشددا جلالته على أن هناك قضايا أهم بالنسبة للأردن، يجب أن نركّز عليها، خصوصا فيما يتعلق بالإصلاح السياسي، والاقتصادي، «وما يجب أن نقوم به هو العمل بروح الفريق حتى نحل مشاكلنا الداخلية».
وأكد جلالته خلال اللقاء، أن الأهم دوما هو خدمة المواطن الأردني، «فالحديث عن الوطن البديل تشويش لا غير، وما يحدث أن هناك عددا قليلا يسعون إلى تمييز أنفسهم في الشارع الأردني». وقال جلالته، في هذا الصدد، «نحن نعرف هذه المجموعة وإذا تكرر هذا الموضوع العام القادم سوف نعلن من هم بالاسم»، داعيا جلالته جميع المواطنين إلى التصدي لمن يروج لما يسمى بالوطن البديل.
وأضاف جلالته «إن شاء الله تكون هذه آخر مرة نتحدث فيها بهذا الموضوع، وقلتها أكثر من مرة، لكن المطلوب دعم الجميع في هذه القضية».
وفي موازاة ذلك، أكد جلالته أن موقف الأردن قوي جداً. ومطلع على كل التطورات المتصلة بالمباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية وما يخص مستقبل فلسطين.
واستغرب جلالته، خلال اللقاء، من يقوم بربط المساعدات المقدمة للأردن بالضغط عليه مقابل تنازلات، مشددا على انه «لو جاء من جاء وقال سنقدم 100 مليار دولار للأردن على حساب مصالحه! سنقول له مع السلامة، لن نقبل ولا فلس، إذا كان سيمس مستقبل شعبنا ووطننا». وحول زيارة جلالة الملك إلى الولايات المتحدة والمكسيك، قال جلالته إن الزيارة كانت ناجحة جدا، خصوصا ما يتصل بالوضع الاقتصادي والتحديات الاقتصادية التي «تواجهنا حكومة وشعبا».
وبين جلالة الملك أنه كان هناك تقدير كبير خلال زيارة الولايات المتحدة لدور الأردن المهم إقليميا، مقدرا جلالته دعم الإدارة الأمريكية للأردن ومساندتها له في مواجهة مختلف التحديات.
وقال جلالته إن الأردن مطلع على كل تفاصيل المفاوضات المتصلة بقضايا الوضع النهائي، خصوصا ما يتصل «بالقدس، واللاجئين، والحدود، والمياه، والأمن»، لافتا جلالته إلى أن الأردن يساعد جميع الأطراف لدعم فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وجرى خلال اللقاء استعراض نتائج زيارة جلالة الملك إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، كما تم تناول آخر مستجدات العملية السلمية ومفاوضات السلام الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك.
نقلاً عن الرأي
المفضلات