[frame="5 80"]
أبو المأمون - أرسلت قريش النضر بن الحارث ومعه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة وقالوا لهم سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم علم ليس عندنا، علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة فسألا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفا لهم أمره وأخبراهم ببعض قوله وقالا لهم إنكم أهل التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا فقالوا لهما: سلوه عن ثلاثة فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل وإلا الرجل متقوّل فروا فيه أمركم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجيب، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبأه، سلوه عن الروح ما هي؟ فرجعا وأخبرا قريشا بذلك فجاءت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه ما قالوا فقال صلى الله عليه وسلم: سأخبركم بما سألتم غدا، فكان ينتظر أن يوحى إليه ثم جاء جبريل عليه السلام بالأجوبة، أما عن الفتية فقال تعالى أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا الكهف 9-26. أما الرجل الطواف فقال: ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا الكهف 84-98، وأما عن الروح فقال: ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا الإسراء 85.
يقول محمد الشيخ طه، يفهم من القصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عن الروح بخلاف ما اشتهر بأن الروح لم يخبر عنها صلى الله عليه وسلم. ومعنى ذلك أن إيجاد الله تعالى للأشياء يكون بطريقتين: الأول: طريق الخلق وهو طريق الأسباب التي يوجد منها المسببات وهو عالم الخلق. الثاني: وهو الإيجاد بدون سبب بل لمجرد أمر كن فيكون ويسمى هذا العالم الأمر.[/frame]
المفضلات