التحق اليوم الاثنين المئات من رجال الشرطة المصرية بزيهم الرسمي وبملابس مدنية بميدان التحرير وسط القاهرة لإبداء تضامنهم مع المحتجين الذين أطاحوا بالرئيس حسني مبارك الجمعة الماضي. كما طالبوا بمحاكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي.
وذكر شهود عيان لوكالة رويترز أنهم كانوا يلوحون بأعلام مصر ويرددون هتافات "الجيش والشرطة والشعب يد واحدة"، وأنهم أعلنوا رغبتهم في تكريم شهداء الثورة.
وتوترت العلاقة بين الشعب المصري وجهاز الشرطة خلال الثورة التي شهدتها البلاد، حيث اتهم رجال الشرطة بقتل المتظاهرين، وزادت التهم عقب يوم جمعة الغضب واختفاء جهاز الشرطة بكامله تقريبا من الشوارع، مما نتجت عنه حوادث نهب وسلب للمحال التجارية والمنازل، دفع المواطنين إلى تشكيل لجان شعبية للسهر على حماية الممتلكات.
واتهم الملازم أول محمد مستكاوي في تصريح لرويترز النظام السابق بإساءة معاملة الشرطة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من ضباط الشرطة شاركوا مع آخرين في الثورة. وقال "نحن مع الشعب نطلب من شعب مصر أن لا ينبذنا، لسنا أعداء".
ووقعت بعض الاشتباكات بين رجال الشرطة ومدنيين اتهموهم بمحاولة القفز على الثورة، في حين قال أحد المواطنين يدعى سامح حسن "لا أصدقهم أين كانوا عندما قتل بلطجية شقيقي"، في إشارة إلى الشرطة المتهمة بقتل المتظاهرين خلال الثورة.
من جانبه، أكد ضباط شرطة من ذوي الرتب الصغيرة والمتوسطة أنه جرى تصويرهم كخونة وأعداء للشعب، وقال الشرطي صلاح محمد، وهو في الخدمة منذ 15 عاما، إن "ذوي الرتب الصغيرة والمتوسطة يعانون من نفس مشاكل المصريين من مرتبات ضعيفة وإذلال وانعدام الحرية".
وذكر الشرطي محمد عبد الهادي -وهو في الخدمة منذ 20 عاما- أن "وزارة الداخلية أفسدت رجال الشرطة وعلمتهم قمع الناس إلى أن أصبح كره الشرطة هو الوضع الراهن"، معتبرا ذلك ظلما لكثير من ضباط الشرطة الشرفاء.
وأضاف أن رجال الشرطة يريدون التوحد مع الشعب والثورة، ويدينون وزير الداخلية السابق حبيب العادلي "لتدميره العلاقة بين الشعب والشرطة".
وطالب رجال الشرطة خلال وقفة احتجاجية اليوم الاثنين أمام نادي التجديف بالجيزة بمحاكمة حبيب العادلي ومحاكمة المسؤول عن إراقة دم شهداء الثورة من الشباب وأفراد هيئة الشرطة.
وشددوا على عدم مسؤولية أفراد الشرطة عن إراقة دماء شهداء الثورة، مشيرين إلى أن ضباط وأفراد الشرطة لم يطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين كما أشاع البعض.
المصدر: وكالات+الجزيرة
المفضلات