الحياة مواقف وتجارب والكثير من المواقف تترسخ بالذاكرة ان كانت سعيدة أو شقيه وسوف أكتب
الكثير عن مواقفي مع أناس صادفتهم في حياتي
في عام2005 قضيت عيد الفطر السعيد في الاردن وحضرت ثلاث ليال اواخر من شهر رمضان الكريم
في محافظة عجلون وشهدت صلاة العيد في جامع عبين الكبير.
وفي ثاني ايام العيد استقليت سيارتي متوجها الى البادية الشماليه للسلام محافظة المفرق وبالتحديد
منطقة مغير السرحان للسلام على العميد المتقاعد
الوالد خليف عواد السرحاني
حيث ان الرجل عمل لدينا في الحرس الخاص لسمو حاكم امارة راس الخيمه الشيخ صقر القاسمي
ولسوء حظي لم اجد الرجل في اقطاعيته الكبيره
وقال لي احد عماله انه في عمان.
وعدت أدراجي الى المفرق وثم التوجه الى الى عجلون
وكان الوقت اصيلا وفي قرية تسمى ام النعام
الغربيه شعرت بنوع من الانهاك وصداع بالراس
فقلت في خاطري اه كم احن لفنجان من القهوة
العربيه .
ولفت نظري منزلا فوق ربوة كبيره ولم اجد نفس الا وانا اقف اما ذلك المنزل وقبل ان اترجل من السيارة بلباسي العربي (الدشداش والشماغ الاحمر
والعقال ) المائل على حجابي الايمن وعبائتي السوداء
حتى قفز بجانبي اربعة من الشباب وهم يهلون ويرحبون
بلهجتهم البدويه(ياهلا ياهلا ياهلا)
واحدهم يصرخ على والده(قائلا يبه ضيف ضيف يبه)
وينزل الختيار بلباسه العربي وهو يقول ياهلا بضيف ارحمان ياهلا ياهلا من رحت لامن جيت
فسلمت عليهم وادخلوني المضافه وانا اقول ياحجي
بس ودي فنجان اقهوه ومستعجل بدي اروح
اخذني واجلسني في صدر المنزل
واخذ احد الشباب دلال القهوة والشاي وادخلهن
الى حرم البيت؟
وبعد فترة من التراحيب والمؤانسه
لفت دلال القهوة والشاي وصب علي زايد القهوة السمراء
وشربت منها فنجانين وطلبت من ان يجلس
وبعد برهة من الزمن اردت ان استرخص من السيد
صاحب الدار ولكنه قال(ياضيف عشاك صار ودك اتدشر عشاك؟؟)
فرددت عليه ولكن ياحجي يابوزايد ماله داعي ياعمي
قال لله هذا واجبك
المهم قلت له خلص زي ماودك
اثناء حديثي معه ذهب ابنه الكبير زايد وذبح خروف
ابيض وجهزوا العشاء وتعشينا وانا في غاية الاحراج و واحراجي انني لم احضر شيئا معي
في السياره يعادل قيمة الذبيحه
وبعد السوالف والحكايات الجميلة المشوقه عن قصص البادية الاردنيه وعشائرها الكبيره والثقافة الشعبية
لهئولاء القوم الاحرار طلبت الاستئذان بالرخصة
والرحيل طلبت وانا احلف اليمين ان لا يردني الرجل فيما اريد فقال تم فقلت له هذه عباتي هدية مني اليك يابوزايد فقال
لالا حنا مابنقشط ضيوفنا فقلت له والله يابوزايد
انك كفيت ووفيت
وحقيقة انني لم البس العباءة الا يوم العيد
وثاني يوم العيد وهي من النوع الحريري الموشى بخيوط ذهبية
وكانت تلك العباءة من نصيب ابوزايد
السيد(نواف بن غصاب المشاقبه بني حسن)
الذي ضرب اروع مثلا في الجود والكرم
واصبحت علاقتي به علاقة الابن بابيه وازورهم عند مجيئي للاردن دائما ولكن بعد ان اقسم باغلظ الايمان ان لايضع زاد امامي الا فنجان القهوة والشاي فقط.
المفضلات