عصام والمهرة
تعلم عصام الفروسية وهو في سن صغيرة، ولهذا السبب أهداه والده مهرة أصيلة.
أحب عصام مهرته الجميلة، وكان يقضي الكثير من الوقت معها، يداعبها ويحكي لها الحكايات الجميلة، وكلما احتاجت إلى تنظيف كان يقوم بغسل جسدها بالماء والصابون، لكي تظهر دائما على أبهى صورة، وكثيرا ما كان يمشط شعرها الطويل، ويتغزل بجماله وهو يطعمها بيديه.
كانت المهرة صغيرة جدا، ولا تعرف من المهارات أي شيء، لذلك أخذ عصام على عاتقه أن يدربها على جميع ألعاب الفروسية، من القفز والجري، وغيرها من الألعاب التي تهوى القيام بها.
وفي أحد الأيام نظمت البلدة مسابقة للفروسية، ففرح عصام كثيرا، وقرر الاشتراك بها، بعد أن كان قد درب مهرته جيدا على هذا النوع من السباقات.
امتطى عصام صهوة فرسه وسط جمهور كبير يهتف للاعبين، ويشجعهم، وانطلق السباق، وكل فارس يريد الفوز بهذا السباق.
ولكن وفي منتصف السباق، وقع حادث مؤسف.. فقد سقط عصام عن ظهر فرسه، وتدحرج بعيدا عنها، بينما استمرت هي بالجري.
ركض بعض الحضور باتجاه عصام، فيما كان المسعفون يقدمون له المساعدة والمعالجة.
ومن بين الجميع شقت المهرة طريقها متجهة نحو عصام، وفي عينيها نظرة حزن غريبة، وأخذت تداعب وجهه برأسها، وكأنها تقبله وتعتذر له عما حصل له.
لم تكن إصابة عصام خطيرة، وما هي سوى بضعة أيام حتى عاد من جديد إلى اللعب مع فرسه، وقد ازداد حبه لها، وتعلقه بها.
المفضلات