*** الملك يحدد ملامح المرحلة المقبلة ثقة بالمستقبل وثبات على المواقف .... !!! ***
وضع الخطاب الذي القاه جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس في مناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال اسس المرحلة المقبلة التي يستعد بلدنا لعبورها كتجسيد عملي لمفهوم الاستقلال الذي هو مسيرة من الانجازات الوطنية وتعزيز مفهوم السيادة الشاملة وحرية الارادة واتخاذ القرار الوطني الحر..
وإذ لفت جلالة الملك الى حجم التحديات التي تحيط بمسيرتنا الوطنية وتأثيرها بشكل مباشر على أوضاعنا الاقتصادية بما هي الشغل الشاغل لجلالته وهمه الكبير فإن قائد الوطن الذي ورث المجد كابراً عن كابر حذر من مغبة الالتفات الى المزايدات والى اصوات المشككين بمسيرتنا الاقتصادية ودعا جميع ابناء شعبنا الى التمسك بالتفاؤل والأمل المستمدين من الثقة العميقة بالأردنيين وخصوصاً الشباب منهم الذين يبدون عزيمة عالية وقدرة على مواجهة التحديات وصناعة المستقبل..
من هنا يمكن قراءة الخطاب الملكي المفعم بالتفاؤل والثقة بالمستقبل في اطار النهج الذي يرسمه جلالته على اكثر من صعيد ووفق رؤى واضحة ومحددة تستثمر في الأردنيين وتراهن على ارادتهم الحرة وقدراتهم وابداعاتهم، سواء في ثقة جلالته بقدرة الاقتصاد الأردني أم بقدرة ابناء شعبنا على مواجهة التحديات اكثر من أي وقت مضى..
جلالة الملك وفي هذه المناسبة العزيزة التي هي انجاز تاريخي عظيم استطاع الاباء والاجداد عبر تضحياتهم العظيمة وهم الرجال الذين ساروا في ركاب الجد الشهيد المؤسس الملك عبدالله بن الحسين والملك طلال والحسين الباني، حدد الأسس والانجازات التي سترسم طريق المستقبل الذي سنصنعه على هديها، وقد كشف جلالته اننا استطعنا وقبل اسابيع قليلة من معالجة جانب كبير من المديونية الخارجية التي كانت تثقل كاهل اقتصادنا الوطني الامر الذي مكننا من المباشرة في تنفيذ مشروعنا الوطني الكبير سكن كريم لعيش كريم الذي سيوفر المسكن المناسب للآلاف من الأسر الأردنية من ذوي الدخل المحدود..
في ذكرى الاستقلال المجيد حدد جلالة الملك ملامح الخطط الطموحة التي ستحكم مسار عمل الحكومة سواء في العمل من أجل تحسين مستوى الخدمات الأساسية للمواطن الأردني كالتعليم النوعي والتأمين الصحي الشامل أم التنمية السياسية وضمان الحريات الأساسية للمواطنين ومؤسسات المجتمع المدني وتعزيز مشاركتهم في اتخاذ القرار بما هي حق مكفول في الدستور ومتطلب رئيسي لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة والتي لا يمكن لها ان تكون الا بوجود بيئة تسودها قيم الحرية والتعددية والتسامح واحترام الرأي والرأي الآخر وسيادة القانون وتكافؤ الفرص..
وحتى تجد الامور طريقها الى التنفيذ والعمل الميداني الذي يلمسه الأردنيون على الأرض فان قائد الوطن ووارث الاستقلال المجيد اعلن بوضوح انه وجه الحكومة للتعاون مع مجلس الامة للعمل على انجاز حزمة من التشريعات المرتبطة بالتنمية السياسية وخاصة تلك المتعلقة بحماية حقوق المرأة وتسيير الاجتماعات العامة وتعزيز دور واستقلالية الجمعيات والهيئات الخيرية.
نحن اذاً امام ارادة ملكية واضحة ومحددة تأخذ بالعمل والترجمة الميدانية وتراهن على ارادة الأردنيين في المحافظة على الانجازات وصيانة قيم الاستقلال والمراكمة عليها وهي الانجازات التي ما كان لها ان تتم وان تتحقق لولا نعمة الأمن والاستقرار التي ينعم بها الاردن والتي هي نتاج جهود قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية التي استحقت تحية هاشمية صادقة وجهها قائد الوطن مفعمة بالأمل والثقة لكل النشامى والنشميات الساهرين على حدود الوطن وأمنه واستقراره.
هو الأردن المستقل المزدهر واحة الاحرار وقبلة العرب الذي يتعامل مع الأوضاع والمستجدات بمنتهى الحكمة والحفاظ على امن بلدنا واستقراره وحماية مسيرته ومنجزاته وعلاقاته المتوازنة مع دول الجوار وهو اردن العرب التي لا يساوم على مواقفه التاريخية الثابتة في مساندة ودعم الاشقاء الفلسطينيين وهو الذي لم يتردد ولن يتردد بالقيام بأي دور او جهد لتمكين الشعب الفلسطيني من الوصول الى حقوقه واقامة دولته المستقلة .. في الوقت ذاته الذي يلتزم بخيار السلام العادل وقرارات الشرعية الدولية ضمن الاجماع العربي.
هذا هو قدر الاردن وهي قناعات الهاشميين الثابتة الذين نذروا انفسهم لخدمة امتهم العربية والاسلامية منذ فجر النبوة وحتى الآن.
في عيد الاستقلال حدد قائد الوطن اسس وملامح المرحلة المقبلة التي تستمد رؤاها من تفاؤل وثقة جلالته بشعبه وتعتمد على الانجازات العظيمة التي حققها الآباء وواصلها الأبناء والأحفاد.
وكل عام وانتم بخير
المصدر
جريدة الراي الاردنية
المفضلات