حين يغادرنا شهر رمضان المبارك تتهيأ الأمة العربية والإسلامية لاستقبال هلال العيد وتكون القلوب والنفوس الظامئة والتواقة للفرح تنتظر فجر العيد ... ينتظره الصغار ... وينتظره الكبار فبهجة العيد نفحة ربانية يهبها الله سبحانه وتعالى للنفوس كي ترتاح وللقلوب كي تفرح وتتطهر من القسوة وللأيادي كي تتصافح وللأرحام كي توصل وللمحرومين والمحزونين كي يفرحوا قليلا.
نعم يأتي العيد على امتنا العربية والإسلامية وأحزانها كثيرة وكبيرة وهي مكلومة حزينة فما زال قبلتها الأولى أسيرا ومنذ أربعين عاما ونيف وما زال الاحتلال جاثما على صدر الأرض العربية ومستعمراته الغاشمة تتمدد على حساب الأرض والإنسان العربي في فلسطين المحتلة وما زال الشعب في قطاع غزة محاصرا جائعا يعاني ضيق العيش وضيق الحال هذا في جزء يسير من العالم العربي أما في باكستان المسلمة فالحديث عن الألم والحزن يطول ويطول فهناك الملاين بلا مأوى وهم عرضة للجوع والفقر والحرمان وبيوت دمرها الطوفان وقرى بأكملها حاصرتها الفيضانات والمؤسف أن الجهد العربي والإسلامي والدولي ما زال متواضعا في إنقاذ هؤلاء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وهم ينظرون إلى إخوة لهم في العقيدة والدين بحرقة وألم لان حجم المساعدات اقل بكثير من حجم الكارثة حيث إنها اكبر من تتحملها دولة نامية متواضعة الإمكانيات والقدرات مثل باكستان حيث دمرت الجسور وفاضت السدود وتقطعت الأقاليم وأصبحت سبل النجاة قليلة إلا من رحم ربي وهم حتما يتساءلون عن دور أشقائهم في العالم العربي والإسلامي وحتى جيرانهم من الدول الإقليمية. نعم يأتي العيد وهناك أحزان والآلام تحز في القلب والضمير والجدان هناك الم يثقل على النفس وأحزان تغتال أفراح كل صاحب ضمير حي في هذه الأمة الثكلى ولكنها موعودة بالنصر وموعودة بالخير دائما لان حبل الرجاء لا ولن ينقطع.
ولكن ثقتنا ويقينا بالله سبحانه وبرحمته التي وسعت كل شيء أن يرحم مصابي ومحرومي هذه ألامه وان يخفف أحزانها. ندعو بكل لخير ونبارك لكل القلوب التواقة للفرح إن يجعل الله كل القادم من أيامنا خيرا وبركة ... وكل عام وانتم بخير....
الكاتب : الدكتور مخلد الفاعوري
المفضلات