تمنينا لو ان حادت مركبة توزيع الغاز لم يحدث وشكرنا المولى عز وجل على ان لا وفيات في هذا الحادث المرعب الذي نعتقد انه كان بمقدورنا الحؤول دون حدوثه لو تم اتخاذ كل اجراءات الوقاية مسبقا وهي اجراءات غير مكلفة اذا ما قورنت بحجم الدمار الذي لحق بالبنايات السكنية والسيارات والمحلات التجارية اضافة الى الهلع الذي اصاب كثيرين والقلق والتعاطف الكبير الذي استبد بكل من رأى او سمع او قرأ عن حادث المدينة الرياضية..
المؤسف في كل ما جرى رغم انه ليس الاول هو اندلاع الجدل بين الاطراف الثلاثة ومن لهم صلة بمسألة الغاز المنزلي، نقابة موزعي الغاز، مصفاة البترول بما هي منتج ومؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الصناعة والتجارة والدفاع المدني..
لا يهم الاردنيون كثيرا من يتحمل المسؤولية بقدر ما يتعلق الأمر بضرورة ان تنهض كل جهة بمسؤولياتها وان تتحمل بالتالي مسؤولية الاخفاق في منع حدوث هذه المأساة التي كانت ستكون بحجم الفاجعة لو ان كل اسطوانات الغاز قد انفجرت واوقعت وفيات.. وهذا كله سيظهر في التحقيق الذي بدأته الجهات المعنية لتحديد الاسباب والكيفية التي ادت الى احتراق سيارة توزيع الغاز..
التراشق الاعلامي بالتصريحات والمحاولات المكشوفة للرأي العام التي تسعى بعض الاطراف للتنصل من مسؤولياتها يجب ان يتوقف على الفور ويجب أن يسارع اطراف الحادث الى اطلاق تصريحات تتسم بالشجاعة والمسؤولية وابداء الاستعداد لتحمل المسؤولية في حال اشار التحقيق الى تقصير او اخفاق او إهمال..
نذكر جميعا الصخب الاعلامي الذي اثير قبل فترة حول جودة او نشاز «الموسيقى» التي تضعها سيارات توزيع الغاز المنزلي وتقتحم بها الشوارع والحارات والمساكن بهدف لفت انظار المستهلكين في توقيت ربما يكون غير مناسب وفي تعد على خصوصية الافراد في حين تم صرف النظر او إهمال الحال البائسة لاسطوانات الغاز ذاتها التي يثير شكلها الرعب في نفوس المستهلكين لانهم يخضعون لابتزاز حقيقي عندما يقال لهم ليس لدينا غيرها او ان «المصفاة» هي التي اجازتها وإلاّ فلماذا تقوم بتتعبئتها..
صرفنا النظر ايضا على افتقار سيارات توزيع الغاز الى مجرد وجود «طفاية» قد تسهم في عدم امتداد الحريق وهو ما كان يمكن تلافيه على ما قال شهود عيان في حادث يوم امس والاكثر خطورة هو اننا صرفنا النظر حدود الاهمال عن الموزعين الذين يسيرون في الشوارع ويدخلون البيوت وهم يشعلون سجائرهم ويرفضون باشمئزاز مجرد انتقادهم او لفت نظرهم الى خطورة ما يقارفون على انفسهم قبل غيرهم..
آن الاوان لاخراج الامور الى العلن وتطبيق القوانين الصارمة في هذا الشأن وفي اي شأن آخر دون ان نذكر الجميع بحجم وخطورة ازمة السير الخانقة التي شلّت المواصلات في معظم شوارع العاصمة جراء حادث يمكن وصفه بالبسيط لو ان اجراءات السلامة العامة قد اتخذت ولو أن كل واحد تحمل مسؤوليته القانونية والاخلاقية والوطنية..
رأينــــا
المفضلات