لقد لعبت بعمري دقات الساعة ...... كنت أعدّها ثواني ، وعندما أتعبني الحساب صرت أحسب بالدقائق ، وقررت أن أعطي نفسي نفساً أطول قررت أن أحسب الأيام والشهور ، وهذا لم يعد يكفي فأصبحت مفكرتي تحسب بالسنوات ، وقسمت عمري الذي لم أعد أدري كم فات منه إلى فصول مستعيراً من فصول السنة شيئاً لا يرهقها .......
لقد تركتني كمن ينتظر عند محطة القطار ، طيفاً لا يدري متى وصوله ، وفرشت على ذلك الطريق ورد الياسمين ، ورسمت على تلك السجادة التي تعد خصيصاً للذين لهم مراسم خاصة لوحة من الأحزان والمرارة ، موشاةٍ بزخرفةٍ من العذاب والألم ..............
إن الانتظار بحد ذاته هو إعدامٌ بطيء يخرج العقلاء عن واقعهم ، ويشتت كل صلتهم بطبيعتهم ، فهل سوف تشفع لي لحظات الانتظار في كراستك أيضاً ، أم ستكونين في الضفةِ الأخرى والمحطة الأخرى ، ترسمين عذابات وأحزان وقلق ولكن بلا ملامح أوهوية ......
لقد شاهدت في كل المحطات التي يلتقي فيها دائماً المستقبلون والمودعون أشياءٍ كثيرة ،وأكثر ما جذبني هو دموع الفرح ودموع الحزن والعودة ، ولكني أصدقك القول أنني لم أذرف دمعةٍ واحدة ، كوني لم أستقبل ولم أودع ، فحالتي قد تكون فريدة ،فالإنتظار يجعل كل شيئٍ قيد الدراسة ، من الفرح أو الحزن ، حتى الدموع فهي حالة إنسانية وجدت نفسها ليست في وضعٍ يجعلها تعبر عن حالتي !!!!!!
المفضلات