أعتذر
للزهور ... وخاصة الحمراء لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها وحرمتها من العيش في بستانها ثم شممتها ولغيري أهديتها وبعدما لفظت آخر انفاسها رميتها ودستها أعتذر ... لقلبي لأني أتعبته كثيراً في لحظات حبي وجرعته ألماً في لحظة حزني ونزعته من قلبي وبدون تردد لأهبه لغيري أعتذر ... للبحر لأني عشقته بجنون وطعنته في خواطري بالمليون وأضفت إليه الغدر في هدوئه ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلقة وكان ضحيتها البحر لأني عشقته أعتذر ... للقاء لأني كتبت عن الرحيل والوداع ولأني جردته من قاموسي الملتاع ولأني أصبحت خاضع للقدر فآمنت بالرحيل كثيراً وبكيت لأجله كثيراً وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء
أعتذر ...
لأحبائي لأني بكيت في وقت فرحهم وضحكت في وقت ألمهم وأطلقت صرخاتي في لحظة هدوئهم وصمت في لحظة مشاركاتهم وبقيت في لحظة رحيلهم ورحلت في لحظة اجتماعاتهم ولقاءتهم وأعتذرت لهم في وقت حاجتهم و بدون سبب تركتهم
أعتذر ...
للأحلام لأني أطرق على ابوابها في كل ساعة واجعلها تبحرني في كل مكان أريده فهي من حققت كل أمنياتي دون تردد وهي من أتعبتها معي حينما كبرت وكبرت معي أحلامي ورغم ذلك كله لا تتذمر وإنما تقول : أطلب وأنا على السمع والطاعة أعتذر ... لكلمة أعتذر لأني أدخلتها في بحور شتى من الإعتذار فشكراً وعذراً وأدمعت عيناها عندما سمعت اعتذاراتي
المفضلات