هل يكتئب الاطفال؟
- دلت الابحاث المتوالية التي جرت على مدى عشرين عاما ان الاطفال لا يعانون من حالات الاكتئاب فحسب، بل انهم يصادفون في حياتهم سلسلة من الاعراض شبهية بتلك التي يعاني منها الكبار ممن يصابون بالاكتئاب، وقد دلت الابحاث البريطانية الاولى وتلك التي اجريت مؤخراً في الولايات المتحدة، ان الاطفال وهم في سن لا يتعدى الثامنة قد يظهر لديهم ما يفيد باصابتهم بامراض الاكتئاب وقد اظهرت احدى هذه الدراسات التي نشرت في جريدة الاكاديمية الاميركية لطب الاطفال النفسي ان بعض الاطفال الذين يعانون من الاكتئاب ينتجون كمية غير عادية من هرمون الكويتزول تماما كما يحدث عند الكبار، بل وعلاوة على ذلك، كما هو الحال عند الكبار الذين يعانون من الاكتئاب فإن مستوى الكوتيزول يعود الى حالته الطبيعية عندما تتحسن حالة المريض وتختفي اسباب اصابته بالاكتئاب.
ورغم ان اسباب الاكتئاب قد تعود الى عوامل مختلفة الا ان الاطباء اليوم يعتقدون ان اكثر الاسباب انتشاراً هو وقوع المرء تحت تأثير أي نوع من الضغوط، وقد جاء في مقال نشر في مجلة لانسيت الطبية ان الاحداث او الظروف غير الملائمة تلعب دوراً هاماً لدى الاطفال. لذا فإنه من غير المفيد في هذه الحالة الاغراق في علاج الاطفال بالطرق النفسية أو الطبية دون بذل مجهود كبير في ازالة كافة الضغوط او الاسباب التي تعترضهم في حياتهم وتؤدي الى اصابتهم بالاكتئاب وخاصة كلما كان عمر الطفل صغيراً، ورغم ان استمرار حالة الاكتئاب عند الاطفال مع تقدمهم في السن لا يعرف سببه بعد، الا ان الاطباء يولون هذا الامر اليوم مزيداً من الاهتمام خاصة وان حالة الاكتئاب عند الطفل قد تبقى معه الى ان يكبر مما يؤثر على شخصيته، لذا فعدم علاج الطفل المكتئب في الوقت المناسب قد يجعل منه عندما يكبر متشائماً في حياته، الامر الذي يربط العلماء ربطاً وثيقا بحالات الاكتئاب.. ولكن يبقى السؤال كيف يمكن اكتشاف الطفل المصاب بالاكتئاب وكيف يمكن تمييزه عن الطفل الذي لا يعدو عن كونه مشاغباً.. خاصة وان الطفل العابث قد يكون سلوكه عرضاً من اعراض الاكتئاب كعدم قدرته على اداء الامتحانات على النحو المطلوب.
المفضلات