الانتخابات الاردنية.. انسحاب اكثر من 100 مرشح وتوقعات بالمزيد مستقلون بنكهات اسلامية يحاولون ملء فراغ الاخوان المسلمين
احتدم الصراع بين الفرقاء والمتنافسين لمقاعد البرلمان الاردني قبل ثمانية ايام فقط من يوم الاقتراع واقتراب اللحظة الحاسمة وبشكل يساهم في التفاعل مع اجندة الحكومة التي تسعى لتفعيل الحراك الاجتماعي والانتخابي على خلفية الانتخابات حتى تحاصر مساحة التأثير المحدودة لتيارات المقاطعة.
بنفس الوقت ما زالت اعداد المرشحين تنحسر تدريجيا حيث يعلن الحكام الاداريون انسحابات يومية لبعض المرشحين، فقد سجل للمشاركة بعد انتهاء فترة التسجيل القانونية 856 مرشحا وانسحب منهم قبل ثمانية ايام فقط من لحظة الاقتراع نحو 100 مرشح.
ويتوقع ان ينسحب عدد اضافي من المرشحين خلال الاسبوع الاخير في ظاهرة طبيعية تشهدها الانتخابات بالعادة بعد قياس الفرص وتحديد مساحات الاجماعات العشائرية والعائلية، ونسبة المرشحين تقل بنحو 17 بالمئة عن نسبتهم في انتخابات 2007 ويعتقد بان النسبة ستقترب من 30 بالمئة حتى يوم الاقتراع.
ولا شكوك بأن الانسحابات بصرف النظر عن خلفياتها تقلص من دائرة الحراك الانتخابي، حيث لا زالت الاوساط الرسمية تقر بأن الحراك الانتخابي يزداد سخونة في المحافظات والاطراف ويحافظ على نسبة الجمود في المدن الكبيرة حيث الكثافة السكانية.
وعلى جبهة الاسلاميين الذين اعلنوا مبكرا مقاطعتهم للانتخابات تميل البوصلة بشكل ملموس للامتناع عن تحريض الشارع على المقاطعة، فللاسبوع الثاني على التوالي لا تنفذ جبهة العمل الاسلامي اي نشاط من اي نوع تحت لافتة المقاطعة استجابة فيما يبدو لاتفاق سياسي تم ترتيبه في الكواليس مع الحكومة.
لكن غياب رموز حركة الاخوان المسلمين عن ساحة الصراع الانتخابي كان له اثر واضح في تغييرات جوهرية على طبيعة المعركة الانتخابية، كما يلاحظ الباحث المتخصص بقياس الانتخابات عمر الزين وهو يشير الى ان غياب مرشحي الجماعة الاخوانية انتهى بشعور طبقة من الاسلاميين المستقلين بضرورة محاكاة اللحظة الراهنة واستغلال الفرص.
عليه - يقول الزين- يمكن قراءة عشرات الشعارات الاسلامية التي يتبناها اسلاميون مستقلون شاركوا في حفلة الانتخابات، بما في ذلك يافطات اعتمدت على سلسلة طويلة من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية على امل استقطاب الاصوات التي تذهب في الصناديق للمشايخ وللمتدينين، وبنفس الوقت اظهار توفر "البدائل" بنكهات اسلامية للدولة وللحكومة.
من هنا يمتلىء الشارع الاردني بشعارات دينية الطابع لمرشحين وضعوا بجانب يافطاتهم عبارة "الاسلامي المستقل"، املا في تحصيل دعم الاصوات الانتخابية التي تصوت بالعادة لشيوخ ورجال الدين، وحتى بعض الشخصيات العلمانية او التكنوقراطية المخاصمة لجماعة الاخوان المسلمين لجأت احيانا لاستخدام شعارات بعبارات دينية الطابع ما دام شعار الاخوان التاريخي المتمثل بعبارة "الاسلام هو الحل" غائبا عن المعركة.
ويمكن بنفس الوقت رصد صعوبة عودة المرشحين الاسلاميين السبعة الذين تمردوا على قرار المقاطعة ويواجهون عقوبة الفصل حزبيا لشعارات تيارهم التقليدية في الانتخابات واضطرارهم لاستنساخ شعارات سياسية واجتماعية تتحدث عن الفقر والبطالة والشباب بهدف اظهار التمايز.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس العربي
المفضلات