عمان - قررت وزارة الصحة رفع أجور اختصاصيي الكلى الذين يشرفون على مرضى الفشل الكلوي في المستشفيات الخاصة من 12 – 15 دينارا، مقابل كل زيارة ميدانية للمستشفيات الخاصة، بحسب رئيس جمعية الكلى الأردنية الدكتور محمد غنيمات.
واشترطت الوزارة في قرارها الذي صدر الأسبوع الماضي، بحسب غنيمات، أن لا يتجاوز عدد مرضى الفشل الكلوي الذين يشرف عليهم الاختصاصي الواحد 40 مريضا، في خطوة اعتبرتها الوزارة تنظيمية، بيد أن غنيمات يرى "أن المرضى هم ضحية القرار".
ورغم محدودية أعداد أطباء الكلى في المملكة الذين يصل عددهم إلى 60 طبيبا، قال غنيمات إن "العدالة في توزيع الحالات المرضية على المستشفيات والأطباء، سيؤدي الى تقديم خدمة طبية متوازنة، لكن مرضى المحافظات وبخاصة في إربد والزرقاء سيتأثرون بالقرار المفاجئ".
وتحظى محافظة إربد باختصاصيي كلى، تتعاقد معهم الوزارة، موزعين على 210 مرضى، وفي حال تنفيذ قرار التخصيص فإن 140 مريضا سينتظرون من يشرف على صحتهم اثناء جلسة فلترة دمهم.
ورصدت مديرية الأمراض السارية مؤخرا 3150 حالة فشل كلوي في الأردن تتلقى غسيل كلى في 73 وحدة مستشفى عام وخاص.
وبتحديد سقف الإشراف على المرضى، يضطر الأطباء الى التخلي عن مرضاهم الذين يشرفون عليهم منذ أعوام طويلة، بحسب غنيمات، الذي اقترح عقب استمزاج آراء
95 % من أطباء الكلى، بأن يرفع سقف الإشراف من 40 - 70 مريضا، على أن يتقاضى الاختصاصي أتعابه من الوزارة عن 40 مريضا وما تبقى مجانا.
ويشار الى أن الحكومة سددت مؤخرا 11.5 مليون دينار إلى جمعية المستشفيات الخاصة، وهي قيمة ديون متراكمة عليها لصالح صندوق الكلى منذ مطلع العام الحالي استحقت عليها لنحو 40 مستشفى خاصا.
وأشار غنيمات الى أن مستشفيات خاصة وأطباء كلى، طالبوا خلال عدة لقاءات مع وزير الصحة الدكتور نايف الفايز، بوضع مواصفة فنية ومعايير محددة لجلسة غسيل الكلى لضمان جودة الخدمة المقدمة للمريض، بحيث تكون متساوية ما أمكن في جميع وحدات الكلى في المملكة في القطاعين الخاص والعام.
وتقدر أجور غسيل الكلى التي تتقاضاها المستشفيات الخاصة في الأردن بنحو 72 دينارا للجلسة الواحدة، شاملة أجور فنيي الكلى وكلفة المحاليل والفلاتر والمستلزمات الطبية والفحوصات المخبرية، في حين وصل حجم الإنفاق على معالجة مرضى الفشل الكلوي لكافة الفئات لدى القطاعات الصحية المختلفة إلى 30 مليون دينار سنويا، تغطيها صناديق التأمين الصحي والعسكري وقصور الكلى، لعلاج نحو 3 آلاف مريض.
واعتبر غنيمات أن دفع الوزارة أتعاب الاختصاصيين المقررة مباشرة لهم، بعيدا عن محاسبة المستشفيات، يكفل حقوقهم، ولا سيما أن اطباء يتقاضون مبلغا وصفه بـ "المتواضع"، والذي يتراوح بين 5-10 دنانير، في حين إن ثمن الزيارة الواحدة المقررة رسميا من الوزارة هي 12 دينارا قبل رفعها الى 15 دينارا مؤخرا.
وأكد غنيمات على أن الشراكة بين الوزارة والقطاع الخاص، تتمثل في أبهى صورها عبر التعاون في مجال رعاية مرضى الكلى، ومع ذلك، فإن الجمعية على استعداد لوضع آلية جديدة مقترحة حول توزيع المرضى على المختصين.
وكان الوزير الفايز، أكد في تصريحات صحافية سابقة على أن الوزارة تعمل على إعادة تنظيم العلاقة مع القطاع الطبي الخاص، لتقديم خدمة طبية ذات كفاءة وجودة عالية لمرضى الفشل الكلوي، الذين يعالجون في مستشفياته، في ظل وصول شكاوى عديدة إلى الوزارة من مستشفيات خاصة وأطباء كلى حول عدم العدالة في توزيع المرضى عليهم، وكذلك شكاوى مرضى من عدم الإشراف المباشر على حالاتهم من قبل الاختصاصيين لمدة طويلة، بينما طالب آخرون بنقلهم للعلاج في مستشفيات أخرى لعدم الحصول على خدمة جيدة.
وتطرق غنيمات الى أهمية زراعة الكلى، كونها تشكل حلا عمليا للسلبيات القائمة ولمشكلة الكلى المتفاقمة في المملكة، داعيا الى إنشاء صندوق لزراعة الكلى وتخصيص مليون دينار لهذه الغاية من صندوق الكلى.
وعلى صعيد متصل، احتج مرضى فشل كلوي على قرار الوزير الفايز حول تخصيص 40 مريضا لكل اختصاصي كلى، معتبرين أن القرار "غير مدروس" ولا يصب في مصلحتهم. وقالوا في مقابلات منفصلة لـ"الغد" إن "كل مريض منهم اعتاد على طبيبه المشرف على حالته الصحية منذ سنين"، لافتين الى أن حياتهم تحت الأجهزة في خطر، فأحيانا يتعرضون الى هبوط حاد في مستوى ضغط الدم او اضطراب في القلب، ومنهم من توفي بشكل فجائي اثناء إجراء عملية الفلترة.
وطالبوا الوزارة بالعمل على إيجاد آلية واضحة ومتوازنة للتعامل معهم لضمان حقوقهم في اختيار طبيبهم المعالج، واستمزاج آرائهم قبل اتخاذ أي قرار، على أن لا يشكل توزيعهم عبئا على الطبيب والوزارة.
كما ناشدوا الحكومة الإسراع بإقرار قانون التبرع من المتوفين دماغيا، أسوة بقانون التبرع بالقرنيات، والعمل بجدية على تعديل قانون التبرع بالأعضاء البشرية من غير الأقارب في حال عدم تطابق زمر الدم. وأشار المرضى الى أن عملية زراعة الكلى تنهي معاناة مئات المرضى المصابين بالفشل الكلوي، وتخلصهم من أجهزة غسيل الكلى التي تلتصق بأجسامهم 3 مرات أسبوعيا لمدة تتراوح من 3-4 ساعات متواصلة حتى تفلتر الدماء مما قد يعرضهم لانتقال أمراض وبائية مثل الكبد الوبائي.دويقدر الأطباء أن
نحو 40 % من حالات الفشل الكلوي المزمن، تنتج عن مرض الضغط، ونسبة مماثلة تنتج عن مرض السكري ومضاعفاته.
المفضلات