دعا رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف, الذي ترأس بلاده منظمة التعاون الاسلامي, المجتمع الدولي إلى عدم غض النظر عما يجري في سورية، لكنه بين أنه لايقبل بتكرار "السيناريو الليبي".
وقال نزاربايف، في تصريحات صحفية، يوم السبت، نقلتها وكالة (نوفوستي) الروسية للأنباء إن "ما حصل في ليبيا تدخل كامل في الشؤون الداخلية للدولة، وإن مثل هذا الشيء لا يمكن قبول تكراره في سورية كدولة مستقلة".
وأضاف أن "المجتمع الدولي يعلم ماذا يجري في سورية، وهناك يقتل الناس والكثيرون يعانون من الأوضاع، واعتقد انه علينا أن نعمل"، متابعا إن "كازاخستان ترأس منظمة التعاون الإسلامي حاليا، ونحن أيضا نعمل وسوف ينعقد اجتماع هذه المنظمة برئاستنا، وسوف يكون هذا الموضوع ضمن جدول الأعمال لمناقشته".
وكان حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ودول غربية عدة، نفوا أكثر من مرة، وجود نية للتدخل عسكريا في سورية كما حدث في ليبيا.
وقال وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، يوم الاثنين الماضي، في مؤتمر صحفي إنني أؤكد أن السيناريو الليبي لن يتكرر في سورية، مشيرا إلى أن سورية ليست ليبيا لعدة اعتبارات.
وعبر رئيس كازاخستان عن أسفه بخصوص ليبيا، مشيرا إلى أن "الأمم المتحدة وافقت على قرار لمراقبة الأوضاع، ولكن انتهى الأمر بالهجوم وقتل القذافي".
وأوضح "أنا لست من أنصار القذافي ولا أود الدفاع عنه، ولكن كل هذا يشير إلى تحريف جوهر قرار مجلس الأمن الدولي وتدخل شامل في الشؤون الداخلية للدولة".
ونقلت عدة وسائل إعلام، الشهر الماضي، صورا لجثة العقيد معمر القذافي مضرجة بالدماء، بعد الإعلان عن إصابته بعدة طلقات نارية في اشتباكات بين قواته وقوات الانتقالي، إلا أن صورا أخرى بثت فيما بينت أن القذافي كان حيا عند لحظة إلقاء القبض عليه، فيما يرجح أنه توفي متأثرا بجراح أصيب بها، أو أنه تم قتله بعد اعتقاله.
ودعا نزاربايف عند حديثه عن ما يسمى بـ " الربيع العربي"، الذي أطاح بعدد من الأنظمة العربية، إلى "النظر إلى المشكلة بشكل أوسع"، مشيرا إلى موجة الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأوروبا عموما.
وقال الرئيس الكازاخستاني إن "هذه المسائل تمس كلها العدالة، ونحن نسمع كلمتين دائما الحرية والعدالة، فمفهوم الحرية شيء طبيعي ولا يجب نسيانه، ولكن مسألة العدالة، فالهوة بين الأغنياء جدا والفقراء جدا يتوسع أكثر فأكثر".
وأكد أن "الأزمة الاقتصادية العالمية زادت من حدة التناقضات الموجودة، وأن انخفاض المستوى المعيشي في أوروبا وشمال إفريقيا بعد الأزمة كان عاملا مساعدا لهذه الاضطرابات، لذلك فان مسألة العدالة الاجتماعية وتحسين المستوى المعيشي للشعوب وتوجيه الاقتصاد نحو هذا الموضوع برأيي هو مسألة أساسية في الوقت الحاضر".
ودخلت الولايات المتحدة ومنطقة اليورو مرحلة ركود اقتصادي لأول مرة في تاريخها في تشرين الثاني 2008، وذلك بعد معاناة طويلة وانهيار مؤسسات كثيرة بسبب الأزمة المالية.
سيريانيوز
المفضلات