هي نبات عطري متسلق تختلف أوراقه باختلاف نوعه فبعضه دائم الخضرة، وبعضه الأخر يفقد أوراقه شتاء
وللياسمين نوعان: بستاني وبري . وللبستاني ثلاثة أنواع: أبيض وأصفر وأسود.
تٌعرف أزهار الياسمين بـ "ملكة الزهور" لأنه من أقدم الزهور المستعملة في صناعة العطور.
يُزرع الياسمين بكثرة في جنوب فرنسا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط ، وتعتبر منطقة غراس في فرنسا، أكبر
مركز أوربي لإنتاج روح الياسمين الذي يعد من ألذ أنواع العطور النباتية .
الياسمين الدمشقي
يطلق على مدينة دمشق - مدينة الياسمين، تتميز دمشق القديمة بزراعة الياسمين ويسمى الياسمين الدمشقي وله شهرته
وذكرياته في كل حارة ومنزل من المدينة، ومنذ القدم اهتم سكان دمشق بزراعة الورود والأزهار داخل البيوت بشكل
كبير، وتجد الياسمين في الباحات الداخلية والشرفات والعرايش والأقواس والقناطر والأعمدة التي يكسوها تماما
وجوانب الحارات القديمة وفي الحدائق.
يتميز الياسمين الدمشقي برائحته العطرة النفاذة التي تعطي انطباعا بالارتياح ، يزيد المكان بهجة تبدو الزهور وكأنها
نجوم متلألئة وسط الخضرة وهو نبات متسلق ، يعطيك إحساس بالبراءة والود يرمز إلى إحساس مرهف تتهادى لفناته
الجمالية في ثنايا المكان ، وحدائق دمشق وبيوتها هي موطنه الأمن حيث ينشر عبقه ورائحته العطرة في
مدينة الياسمين , وقد تغنّى الشعراء بالياسمين وغنوا له، وتدلّى على شرفات المنازل وغطّى أدراج البيوت ومداخلها
وعتباتها، وفي مدينة دمشق عطّرت رائحة الياسمين المساءات والأزقة والأفق الواسع حتى عُرفت بمدينة الياسمين،
وبدت كما يصفها الشاعر الأندلسي ابن الأبّار:
فتلك عروش الياسمين وزهره ~~~~ كزهر النجوم وسط أفلاكها تبدو
وحكاية نزار قباني مع الياسمينة الدمشقية بدأت منذ فتح عينيه على هذه الحياة لأول مرة ، ترعرع في ظلها....
لتصبح جزءاً من حياته وتفكيره وشعره ونثره ... فالياسمينة الدمشقية موجودة في الكثير من قصائد نزار قباني.
وأظهر تعلقه الشديد بها حتى أواخر حياته حينما كان يوصي ويصرعلى أن يُدفن في التراب نفسه الذي نبتت فيه
حبيبته ياسمينة دمشق .
وهكذا عاد الطائر إلى بيته والطفل إلى حضن أمه الأرض في مقبرة الباب الصغير التي تعرّشت على أسوارها زهرات
الياسمين الدمشقي البيضاء وهي تفوح برائحة زكية يملأ شذاها الأرجاء..
أما ظاهرة زراعة الياسمين على أسوار المنازل المنتشرة بكثرة في دمشق وغيرها من المدن السورية، تعتبر من الأجواء
الرومانسية البديعة التي تنعش الحياة ببياض هذه الزهرة الناصع ورائحتها الزكية ، كما ينتشر على الأرصفة باعة
الياسمين الذين يجمعون زهوره في أطواق يتبادلها الناس كهدايا رمزية خاصةً بين العشاق الذين يضفون الرومانسية
على جلساتهم بهذه الزهور.. وأما عن عطور الياسمين فتعتبر منطقة غراس GRASS في فرنسا أكبر مركز أوروبي
لإنتاج عطور الياسمين الذي يعد من أفضل الأنواع ، وبالنسبة لحقل الطب النباتي، يتميز الياسمين الأبيض بأزهاره
الصغيرة، الذي يعتبر نقيعها مهدئا وعلاجاً فعالاً لأوجاع الصداع، ويؤكد الباحثون أن الأشخاص الذين ينامون في
غرف معطرة برائحة الياسمين ينعمون بنوم هادئ لأن عبق الياسمين يريح الأعصاب، ويساعد على المحافظة على
النشاط والحيوية، ويقلل من القلق والتوتر عند الاستيقاظ، ويخفف الشعور بالكسل ..
يذكر أن الياسمين من الفصيلة الزيتونية صالحة للاستخلاص العطري وتستعمل في تركيب بعض الأدوية كما تستعمل
بكثرة لأغراض تزيينية وجمالية وهي نبات معمر دائم الخضرة .
منقول .. سُبحان الله وَ بحمده سُبحان الله العظيم
المفضلات